أعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أن بلاده مستعدة لإرسال اليورانيوم المخصب الى الخارج مقابل وقود أعلى تخصيبا لإنتاج نظائر مشعة تستخدم في أغراض طبية. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد صاغت خطة في اكتوبر/ تشرين الأول تنص على أن ترسل ايران معظم مخزونها من اليورانيوم المخصب الى روسيا وفرنسا لتحويله الى وقود لمفاعل طبي بحثي وذلك لتخفيف حدة المخاوف من أن الجمهورية الإسلامية تسعى الى استغلال التخصيب لإنتاج أسلحة نووية وهو الاتهام الذي تنفيه ايران. وقال دبلوماسيون غربيون إن طهران قبلت الاتفاق من حيث المبدأ ثم تراجعت قبل نهاية العام الماضي. وأشاروا الى أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا كانت تأمل أن يساعد رفض ايران للصفقة في إقناع روسيا والصين بالحاجة الى عقوبات جديدة تفرضها الأممالمتحدة على طهران. وفيما يلي أسئلة وأجوبة عن القضية.. * لماذا غير احمدي نجاد موقفه الآن؟ في تصريحاته التي بثها التلفزيون يوم الثلاثاء تجنب احمدي نجاد قول إن ايران ستقبل عرض الوقود بشكل كامل. ولم تعلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تصريحات احمدي نجاد او ما اذا كانت ايران قد أخطرتها رسميا بأي تغير في موقفها. ومن المحتمل أن يكون خطر فرض عقوبات اكثر صرامة والتهديد بهجوم اسرائيلي والاضطرابات التي أعقبت انتخابات الرئاسة التي جرت في يونيو/ حزيران قد دفعت قيادة ايران المتشددة الى تخفيف حدة موقفها من المسألة النووية. اما احمدي نجاد الذي تضررت مصداقيته بسبب الاضطرابات التي أعقبت انتخابات 12 يونيو/ حزيران التي قال خصومه إنها زورت لصالحه فربما يريد استغلال المواجهة النووية بين ايران والغرب لمصلحته. وقد يساعده الإفلات من العقوبات في تخفيف حدة الضغوط الداخلية بسبب الاقتصاد الإيراني الذي يعاني من مشاكل وفي تعزيز شرعيته بإيران وتعزيز سلطته في نظام حكم يفتقر الى الشفافية وتسوده الانقسامات. * هل تدعم القيادة الإيرانية التحول في موقف احمدي نجاد؟ من غير المرجح أن يكون احمدي نجاد قد أعلن هذا التحول الكبير دون مباركة الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي. وفي ظل الانقسامات السياسية الداخلية بإيران يستطيع البرنامج النووي المساعدة على خلق نوع من الوحدة الداخلية. وبالنسبة للكثير من الإيرانيين حتى منتقدي احمدي نجاد فإن البرنامج النووي للبلاد مصدر فخر وطني. ويظل تعليق تخصيب اليورانيوم خطا أحمر تقول السلطات الإيرانية إنها لن تتخطاه ابدأ. ويعتبر الإعلان عن هذا التحول في السياسة عبر التلفزيون الحكومي الذي يديره محافظون مقربون من خامنئي مؤشرا واضحا على أن احمدي نجاد لم يتحرك بشكل منفرد. * هل سيؤثر هذا على مسعى الغرب لفرض عقوبات جديدة؟ يقول دبلوماسيون من القوى الغربية الأربع إن هذا لن يوقف مسعاها لفرض عقوبات. لكنهم أوضحوا ايضا أنه اذا كانت ايران مستعدة للانخراط في مناقشات جادة بشأن اتفاق اليورانيوم المنخفض التخصيب فإنهم مستعدون للاستماع. وأضافوا أن المغزى من العقوبات كان دوما إقناع القيادة الإيرانية بتغيير موقفها إزاء البرنامج النووي. ويمكن أن يكون إعلان احمدي نجاد مؤشرا على أن العقوبات جاءت بأثر إيجابي. ايضا اعتبرت القوى الغربية الرفض المبدئي لاتفاق اليورانيوم المخصب مجرد جانب من مشكلة اكبر بكثير وهي إصرار طهران على المضي قدما في تخصيب اليورانيوم في تحد لخمسة قرارات أصدرها مجلس الأمن الدولي تطالب بتجميد البرنامج. ويقول مبعوثون إنه اذا قبلت ايران اتفاق الوقود ستكون هذه خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح على الرغم من أن رفض طهران وقف التخصيب سيبرر فرض مزيد من العقوبات. وفي حين يتوقع أن تجاري روسيا القوى الغربية الأربع في مناقشة اتخاذ إجراءات عقابية جديدة يقول دبلوماسيون إن الصين قد تريد الإبطاء من وتيرة العملية. * هل هي مجرد حيلة؟ هناك ايضا احتمال أن يكون إعلان احمدي نجاد محاولة من قبل الإيرانيين للإبطاء من وتيرة عملية فرض العقوبات وإثارة انقسام داخل ما يسمى بمجموعة خمسة زائد واحد التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن وهي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بالاضافة الى المانيا. ويقول دبلوماسيون غربيون إن طهران استغلت المفاوضات فيما سبق كتكتيك للمماطلة حيث كانت تعمل جاهدة حتى تطيلها لأشهر. وقال الدبلوماسيون إنهم في انتظار مزيد من المعلومات عن السبب في إدلاء احمدي نجاد بهذه التصريحات.