تعيش سوق الأسهم السعودية، منذ مطلع العام الجاري 2010، حالة من الهدوء والتردد بين المتعاملين، سواء كان ذلك على مستوى المستثمرين أو المضاربين، فبعد انكماش متوسط السيولة الأسبوعية إلى نحو 15 مليار ريال، ما يوازي محصلة يوم واحد في تداولات أيام الازدهار، أي قبل عام 2006، عندما كان متوسط حجم السيولة اليومية، وليس الأسبوعية، يصل إلى 20 مليار ريال. ويبدو أن إيقاف بعض هوامير السوق، ومعاقبة آخرين ممن كان لهم سيطرة شبه كاملة على السوق وعلى البنوك، عدلت وضع السوق إلى الاستثمار بدلا من المضاربات، بسبب انكماش هامش التذبذب. تصدت هيئة سوق المال لبعض هؤلاء الهوامير وخاصة المتلاعبين منهم، فوضعت ضوابط لكبح سلوكياتهم التي كانت تهدف إلى الزج بصغار المضاربين في السوق. والسوق في الوقت الراهن مستقرة وتتسم بالعقلانية، لأنه يغلب على أدائها الاستثمار إلى حد كبير، فقد انخفض حجم المبالغ المتداولة يوميا في السوق إلى حد معقول، وتحولت العمليات إلى بيع وشراء حقيقية أكثر منها تدويراً، فهامش الصعود والهبوط بين أعلى وأدنى سعر على غالبية الأسهم لا يصل إلى النسب التي تشجع كبار المضاربين من الدخول إلى السوق، إذ تلاشت نسب العهد الماضي، تلك التي كانت تصل في بعض مراحلها إلى 20 في المائة بين بأعلى وأدنى سعر للسهم، وحاليا تتراوح هذه النسب، عندما تكون الظروف مواتية، وفي المتوسط 5 في المائة، وهي نسبة لا توازي مخاطر المضاربة. وفي حصاد الأسبوع المنتهي بتداول يوم الأربعاء؛ 19 صفر 1431، الموافق الثالث من فبراير 2010؛ أغلق المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية تعاملاته على 6281.6 نقطة، مرتفعا 28.89، توازي نسبة 0.46 في المائة، في تعاملات غلب عليها الانتقائية والعقلانية، في حالتي الشراء والبيع، واختفت كذلك الطلبات والعروض الوهمية، وكذلك المخفية، وانخفضت التذبذبات الحادة وغير الصحية، فلم يتجاوز تذبذب المؤشر بين أدنى وأعلى مستوى له خلال أسبوع 62 نقطة، في بادرة يرى فيها بعض المراقبين والمحللين توجه السوق إلى العقلانية والانتقائية، بدلا من التذبذب الكبير الذي كان يتجاوز 150 نقطة في اليوم الواحد، عندما كانت السوق مرتعا خصبا للمضاربات المحمومة. ورغم مكاسب السوق الهامشية، تباين أداء أبرز أربعة معايير للسوق، فبينما نقصت كميات الأسهم المنفذة من نحو 802 مليون سهم إلى 577 مليونا الأسبوع الماضي، وانكمش على اثر ذلك حجم السيولة إلى 12.91 مليار ريال من 15.10 مليارا، إلا أن عدد الصفقات زاد إلى 441.78 ألف صفقة من 375 ألفا بفعل هرفي، كما قفز معدل الأسهم المرتفعة مقابل تلك المنخفضة إلى 126.41 في المائة من 27.27 في المائة، ما يشير إلى أنه غلب على أداء السوق حالة شراء، فقد شملت تداولات الأسبوع الماضي 135 من أسهم الشركات المدرجة في السوق، والبالغ عددها 136، ارتفع منها 67، انخفض 53، ولم يطرأ تغيير على أسهم 15 شركة. وتصدر المرتفعة كل من: سايكو، المتحدة للتأمين، وهرفي، فارتفع الأول بنسبة 24.89 في المائة، تبعه الثاني بنسبة 23.40 في المائة، فسهم هرفي الذي أضاف نسبة 13.73 في المائة. وبين الخاسرة فقد سهم الباحة نسبة 5.28 في المائة، فسهم أنعام القابضة بنسبة 4.51 في المائة، وفي المركز الثالث تنازل سهم نادك عن نسبة 4.14 في المائة.