في حال الاحتكاك بالشباب لأي سبب تكتشف ان هؤلاء وأعني الشباب من الجنسين لديهم نقاط قوة وجمال لا نكتشفها نحن الكبار بسهولة ...مثلا كم مرة لعبنا معهم واشتركنا معهم في ممارسة الرياضة او الالعاب الالكترونية او تبادلنا معهم بعض الطرف او التنكيت كما يحبون ان يقولو...؟ وطبعا تجهمنا مع طلبتنا يزيد ولايقل الا من رحم ربي... الشباب يملك روحا مرحة بل انها قمة العذوبة والجمال ومع ذلك لانبخل عليهم بالتنكيد والنقد ل الشيء الا لاننا نحبهم ونريد منهم ان يصبحوا رجالا ونساء ناضجين لايخطئون ابدا بل اننا نطالبهم بتجاوز اخطائنا والتغلب على واقعهم التعيس لينجزوا لنا المعجزات في التعليم او العمل او مسارات الحياة المختلفة... جمالهم ليس في مرحهم بل انه الجانب الابسط في إبداعهم وتفوقهم وحماسهم حين الايمان بقضية ومنطقهم في الجدل وطموحهم وقبل كل ذلك إيمانهم بدينهم وفق وعي بعضُنا عجز عن ادراكه...جمال آخر في شخصياتهم.. نغضب منهم كثيرا وهم يتسكعون في الاسواق ويتبادلون النظرات المسروقة امامنا وكأنهم (يستغفلوننا ) مع كل قوى الضبط التي نمارسها عليهم وفي الوقت نفسه نؤكد لهم ومن خلال العمل او العبارة ان (الرجال شايل عيبه )اما انت ايتها الفتاة فعليك الاحتشام والحذر من الذئاب الجائعة وفي الوقت نفسه لانتيح لها الترفيه الا في الاسواق لأن الترفيه لدينا اختصرناه في الاسواق والمطاعم قمة الاستهلاكية في مجتمع نام... الأم تمارس حياتها بالطول والعرض لاتترك حفلة الا وتحضرها ولا عرسا الا وترقص فيه ليس الثريات او المرفهات فقط بل كثيرمن نسائنا يعملن وفق فلسفة انجب وغيرك يربي ، سواء كان غيرك هذا جيشا من المربيات في القصر الكبير ام جيشا من الاصدقاء في الشارع الطويل ... وكثير من الآباء لايختلفون عن تلك الفلسفة ويؤكدون انه سيترك (خرابيط )الشباب... لان الرجل في النهاية لايخرج عن منظوة القيم للحمولة...! الفتاة او الشاب يحتاج كثيرا لحبنا وثقتنا ليس عبر كلمة فقط بل واساليب تعامل ...من حقنا كأمهات وآباء ان نراقب وان نتابع ، ومن حقهم ان نثق فيهم..اشكالية التشكيك تزداد خطورتها في بعض الاعمار بل ان بعض التشكيك يدفع للانحراف عند بعض المراهقين خاصة في حال المبالغة سواء من الاهل او مؤسسات الضبط والتنشئة الاجتماعية... تقول احدى الامهات ان ابنها بعد جولة من النقاش (مجازا )مع ابيه حول شعره قام الابن باحضار صورة لوالده وهو يدرس في امريكا وشعره فوق اكتافه مدعما ذلك بصورة من وثيقة نجاحه في المتوسطة بدرجة مقبول بينما هو الان طبيب مرموق...حينها خرج الاب غاضبا بعد ان قال له ( ولد امك ..) الام اسقط في يدها لانها فوجئت بتصرف الابن وايضا رد فعل الاب ، والابن بقي يضحك ويعيد ربط شعره لانه يريد الخروج لصلاة المغرب.... صداقة الابناء اجمل انواع الصداقة...