بعد اسبوع من قيام السلطات الايرانية بتنفيذ حكم الاعدام شنقا بحق شخصين اعتقلا في الاضطرابات الاخيرة التي شهدتها طهران احتجاجا علي نتيجة الانتخابات الرئاسية التي اعلن فيها عن فوز الرئيس محمود احمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية اكد نائب رئيس السلطة القضائية الايرانية ابراهيم رئيسي بان القضاء سينفذ قريبا حكم الاعدام بحق تسعة معارضين اخرين معادين للنظام الايراني . وقال رئيسي حسبما ذكرته وسائل اعلام ايرانية امس ان الاشخاص التسعة الذين سيتم تنفيذ حكم الاعدام بحقهم قريبا اعتقلوا لدورهم الفاعل في الاضطرابات الاخيرة التي شهدتها طهران وعدد من المدن الايرانية . واضاف بان المدانين التسعة من قبل محاكم الثورة بالحرابة والفساد في الارض والذين لا تزال احكام الاعدام الصادرة بحقهم قيد الاستئناف كانت لهم ارتباطات بتيارات معادية للنظام الاسلامي وانهم اعترفوا بالعمل للاطاحة بنظام الجمهورية الايرانية . في غضون ذلك يواصل المحافظون عبر وسائل الاعلام تحذيراتهم لانصار التيار الاصلاحي من مغبة الخروج مجددا الى الشارع ويتوعدونهم بعدم التهاون مع المظاهرات المناوئة للحكومة بعد التظاهرات الدامية التي خرجت الشهر الماضي في ذكري عاشوراء والتي اسفرت عن مقتل 8 و جرح واعتقال المئات . من جانبه قال رئيس السلطة القضائية في ايران إنه لن يرضخ لضغوط المتشددين لإصدار مزيد من أحكام الإعدام ضد المحتجين المناهضين للحكومة قائلا إن أي قرار من هذا القبيل يجب أن يكون قائما على القانون. ونقل عن صادق لاريجاني قوله على الموقع الرسمي للسلطة القضائية على الإنترنت (دادسارا) "هذه المطالب (من قبل المتشددين) لها طبيعة سياسية وتتنافى مع القانون والشريعة." وحث بعض المتشددين ومنهم رجل دين بارز السلطة القضائية على إعدام المزيد من أنصار المعارضة لوقف المظاهرات التي تتكرر من وقت لآخر على الرغم من الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الحكومة فضلا عن موجة من الاعتقالات. غير أن لاريجاني لم يستبعد إصدار المزيد من الأحكام بالإعدام ضد من" يسببون الضرر للمؤسسة الدينية." وقال "عند مراجعة قضايا المعتقلين لن نضع في الاعتبار إلا القانون والشريعة الإسلامية (التي تطبقها ايران منذ قيام الثورة عام 1979)." واتهم الاثنان اللذان أعدما بالانتماء لجماعة مناهضة للثورة وبأنهما كانا يعتزمان زرع قنابل واغتيال مسؤولين لإثارة توتر في ايران في يوم الانتخابات وبعدها. وندد الزعيمان المعارضان مير حسين موسوي ومهدي كروبي اللذان خاضا الانتخابات ايضا باحكام الإعدام وناشدا أنصارهما حضور تجمع حاشد في 11 فبراير- شباط حين تحيي البلاد الذكرى 31 لقيام الثورة في ايران. ونقل التلفزيون الحكومي عن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد قوله إن الإيرانيين "سيخيبون أمل الأعداء تماما في يوم الذكرى." وحذر متشددون من أنهم لن يتسامحوا مع اي احتجاجات أخرى مناهضة للحكومة بعد المظاهرات العنيفة التي جرت في ذكرى عاشوراء في 27 ديسمبر- كانون الأول حين قتل ثمانية محتجين وقال مسؤولون إن أكثر من ألف اعتقلوا. وادانت الايرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي في بيان صدر تزايد العنف في البلاد ودعت المحتجين الى استخدام الوسائل السلمية وتفادي العنف تماما. وقال عبادي في بيان وفقا لموقع جرس المعارض على الانترنت "اننا أمة مسالمة ينبغي ان تتابع التعبير عن السخط او الانتقاد او المعارضة او الاحتجاج بالوسائل السلمية وتتفادي العنف بالكامل." واضاف البيان "نحن ضد استمرار العنف داخل المجتمع... ونريد بشدة ان يتوقف العنف".