بعد خراب منازل الكثير من المواطنين في أحياء جدة المتضررة من السيول التي أصابتها نتيجة هطول الأمطار الغزيرة، وجهت «القيادة الرشيدة» بتوفير سكن مؤقت لهم إلى حين ترميم منازلهم، كما وجهت عدة لجان بتقييم حجم الخراب وتقدير تكاليف الإصلاح لمساعدة المواطنين على العودة إلى حياتهم الطبيعية.. «الرياض» تجولت وسط هذه الأحياء المنكوبة، للاطلاع عن كثب عن سير دعم الأسر المنكوبة في إعادة ترميم مساكنهم بعد مررو أكثر من شهرين على وقوع الفاجعة..وعبر لنا عدد من الأهالي والأسر في هذه الأحياء عن ثقتهم وامتنانهم لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- برعاية المواطنين والمواطنات المتضررين، وتشكيل اللجان المختلفة للخروج بهم من هذه المحنة، سواء في مجال الإعاشة أوتوفير السكن المناسب حتى يعودوا إلى بيوتهم بعد ترميمها وتأهيلها للسكن. مشكلة الترميم كما أبدى عدد من السكان عن استيائهم من العمل الروتيني الممل والتباطؤ في عمل اللجان، بالرغم من مرور أكثر من شهرين على الكارثة، والزيارات المتكررة للأحياء من قبل اللجان المختصة، والكشف على وضع المباني وإمكانية ترميمها، كما اشتكوا من عدم صرف أي تعويضات للأهالي حتي يتمكنوا من إعادة ترميم منازلهم. البعض من سكان هذه الأحياء لم ينتظروا وصول التعويضات وقاموا بتدبير أمورهم واستدانة الأموال من معارفهم وأصدقائهم، باذلين جهوداً كبيرة في ترميم منازلهم والعودة إليها، على أمل أن تصرف لهم التعويضات لاحقاً ليتمكنوا من سداد ديونهم، لكن البعض الآخر من سكان هذه الأحياء لم يتمكنوا من تدبير أمورهم لضيق اليد وعدم قدرتهم المالية على تغطية الأضرار التي لحقت بمنازلهم. إخراج إجباري ومنذ وقوع الفاجعة وحتي اليوم والمساكن المتضررة على حالها مهجورة من السكان، ويأتي أصحابها بين اليوم والآخر لزيارتها ومتابعة ما الذي ستسفر عنه زيارات اللجان من أنباء وجهود حول المساعدات، كما اشتكى الكثير منهم من أسلوب التهديد بالإخراج الإجباري من مواقع الإيواء التي وفرتها الدولة والتوجه إلى مساكنهم التي لم يتم ترميمها.. وأشاد زهير الأسمري (من ساكني هذه الأحياء المتضررة) باهتمام خادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين منذ حدثت هذه الفاجعة، مضيفاً: ولكن للأسف الوضع بقي على حاله في كثير من المواقع بهذه الأحياء، متسائلاً: ما الذي تعمله اللجان المشكلة حتى الآن؟. وقال: إنه لم يعد في العمارة التي اسكن فيها والمكونة من 13 شقة سوى أرملة وأطفالها، ولا أدري كيف تتحمل الوضع المزري للسكن، بالرغم من الجهود المتواضعة التي يبذلها مالك العمارة لإعادة ترميمها، وتحتاج هذه الأحياء إلى المزيد من العمل حتى تعود إلى وضعها السابق، فهاهي مهددة بالبعوض والذباب وما يترتب على ذلك من أمراض، وكذلك الوضع المزري للطرقات، ناهيك عن تخوف الناس بأن هذه الأحياء ما هي إلا مجاري للسيول والأودية، وتفكيرهم الجدي في الخروج منها إذا لم تتخذ الاحترازات اللازمة. ترميم على نفقة المواطن! من ناحيته يقول أنيس حافظ إني أقوم مع مجموعة من العمال بإعادة ترميم عمارتي على حسابي الخاص، ولم أتسلم أي تعويضات حتى الآن، ولانجد سوى الوعود والمماطلة من اللجنة التي تزورنا. وأشار عبد العزيز المالكي إلى أن المياه ملأت الدور الأول في سكنه، وقال: تفضلت حكومة خادم الحرمين ونقلتنا إلى بعض الشقق المفروشة وصرفت لنا الإعاشة، وبعد شهر لم نعد نطيق السكن بعيداً عن منازلنا، فقمنا بترميم سكننا وجلبنا بعض الأمتعة البسيطة التي تمكنا من العيش حسب إمكانيتنا المتواضعة، ومازلنا ننتظر التعويضات حتى الآن، والتي لم تصل رغم زيارة اللجان. وأوضح جمعان الزهراني إن السيول أحدثت أعطاباً جسيمة في سكنه، مشيراً إلى أنه رغم حجم الفاجعة فقد خفف عنا اهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، موضحاً أنه كان ينتظر صرف التعويضات من اللجان المكلفة، وعندما لم يحدث ذلك حتى الآن قرر العودة إلى منزله وتدبير أموره. كما اشتكى صالح المطيري من عمل اللجنة، وقال: لم تعمل لنا هذه اللجنة شي حتى الآن، والأمر والأدهى من ذلك إنني مهدد أنا وعائلتي الترحيل من الشقة المفروشة التي وفرتها الدولة.. أين نذهب مع ضيق اليد والحال؟.. إني أعيش مشكلة حقيقية ووضع سئ، فلا توجد سيارات للتنقل لدينا بين السكن ومدارس الأولاد، وما نوفره من سيارات عن طريق الاستئجار أو الأقارب والأصدقاء، ولكن إلى متى سيبقى حال الكثير من الشوارع على حالها تملؤها الحفر واللجان تماطل بينما نهدد بالإخراج من مراكز الإيواء!!. الطفل نواف المطيري قال عندما أتيت مع أبي لزيارة بيتنا المتضرر اشعر بالخوف فقد رأيت السيول بنفسي ومازلت اسمع الناس يقولون السيول جاءت مللت من السكن في غرفتين في الإيواء؛ أريد العودة إلى شقتنا القديمة في الحي ولكنني لازلت اشعر بالخوف. الجهود الذاتية تبذل لترميم المنازل وأضاف نواف السلمي:أعدت ترميم عمارتي بنفسي، واستدنت الكثير من الأموال لأنجز ذلك، وبالرغم من زيارة اللجان لم يصرف لي أي تعويض حتى الآن، كما أن المستأجرين عندي يرفضون العودة للسكن ويفضلون الذهاب إلى أحياء أخرى، خاصة بعد أن تردد أن هذه الأحياء تقع على مجاري السيول، وهم معذورون في ذلك، أما أنا فليس أمامي إلا أن ابقى في الحي، وأناشد المسؤولين باتخاذ الإجراءات الاحترازية حتى لا تتكرر المأساة. وعود بالتعويض! من جانبه قال عابد بن عواد الرفاعي:إنه بعد ثلاثة أسابيع تركت مواقع الإيواء، وقمت بجهد شخصي بإعادة ترميم سكني، ولم تقدم لنا اللجنة سوى الوعود بالتعويض، ونأمل أن يحدث ذلك في القريب العاجل. وبالنسبة لجاري خالد الحربي فإن خسائره تعد كبيرة، فقد أغرقت السيول منزله ودخلت عليه بعض السيارات التي جرفها السيل، وقد التقينا بجارة عند مدخل منزله مع عائلته، وقال: بالرغم من هذا الوضع المأساوي للمنزل أنا مهدد بالترحيل من الشقة التي اسكنها في الإيواء، فأين اذهب واللجنة لم تساعدني في إصلاح الأضرار، وأثناء دخولنا إلى منزله وجدناه في حالة يرثى لها، ويحتاج إلى الكثير من الجهد والمال لإعادة ترميمه، وخرجنا من منزله وطفلته تلوح لنا مودعة من احدى الفجوات التي خلفتها السيول الجارفة في المنزل. عمل اللجان لم يكتمل من جانب آخر، أكد مدير المركز الإعلامي لمواجهة الحالة الطارئة بمحافظة جدة العميد محمد بن عبدالله القرني على استمرارية عمل لجنة الكشف عن المساكن، وتنفيذ مهامها في مرحلتها الثالثة من خلال عشرين لجنة، حيث بلغ عدد المساكن التي تم الوقوف عليها(2694) مسكناً، وقررت اللجنة أن (2120) منها صالح للسكن، بينما (574) مسكناً اعتبر غير صالح للسكن. وقال لقد استمرت وزارة المالية بصرف بدل الإعاشة والسكن للمرحلة الثانية اعتبارا من السبت الموافق 9/1/1431ه بإجمالي بلغ (7437) أسرة، أما من جانب لجنة التقدير، والتي ترأسها وزارة الداخلية، فقد بلغ إجمالي عدد العقارات التي تم تقديرها(8829)عقاراٌ، مشيراً إلى أن عدد الأسر التي تم صرف إعاشة لهم في المرحلة الأولى بلغ (9078)أسرة، وعدد الأشخاص الذين تم صرف إعاشة لهم بنفس المرحلة بلغ (31170) شخصاً. عواد يتحدث ل»الرياض» السلمي يعود إلى مسكنه بعد أن قام بجهود ذاتية لترميمه عمالة تعمل على ترميم المساكن الحربي يشير إلى المستوى الذي وصلت إليه المياه في منزله الطرق المحطمة من جراء الكارثة مازالت موجودة عامل يقوم ببناء جدار أحد البيوت