من المنتظر أن تلتئم في باريس قريبا فعاليات مؤتمر يجمع ممثلي الدول التي تؤوي أهم الأحواض الحرجية في العالم، وهذه المناطق الغابية الشاسعة هي غابات "الأمازون" في أمريكا اللاتينية وحوض الكونغو في إفريقيا وحوضا أندونسيبا وسيبيريا. وعلمت "الرياض" من مصدر في أهم جمعية فرنسية تعنى بالحفاظ على الثروات الغابية أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هو الذي اتخذ بنفسه يوم الثاني والعشرين من الشهر الماضي قرار دعوة ممثلي البلدان الواقعة في هذه الأحواض الأربعة لوضع إستراتجية عالمية تسهم في الحفاظ على الغابات كمصدر أساسي من مصادر التنوع الحيوي ومواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، وأكد المصدر ذاته أن الرئيس الفرنسي حريص بعد فشل قمة كوبنهاغن حول سبل التصدي لهذه الظاهرة والتأقلم معها على أن يكون الحفاظ على الغابات محورا أساسيا من المحاور التي ينبغي أن تتفق عليها الأسرة الدولية خلال قمة مكسيكو التي ينتظر عقدها في شهر ديسمبر المقبل لمحاولة إيجاد بروتوكول يعوض بروتوكول كيوتو عام 2012 . وهناك قناعة لدى الرئيس الفرنسي بأن رصد أموال كافية من قبل البلدان الشمالية لمساعدة البلدان النامية على الحفاظ على ثرواتها الغابية واستغلالها استغلالا رشيدا أمر ضروري بعد أن أثبت العلماء والباحثون أهمية الغابات في منظومتي التنمية المستدامة والتوازن البيئي، فالغابات تمتص من جهة قرابة نصف كميات ثاني أكسيد الكربون التي تنفث في الجو وتسهم من جهة أخرى في تنقية الجو عبر الأوكسيجين الذي تسربه إليه . اضافة الى أنها تساهم في مقاومة التصحر من خلال تثبيت التربة وفي الحفاظ على التنوع البيئي، وقد اتضح أن حرائق الغابات وقطع أشجارها بشكل جائر وإدارتها إدارة عشوائية ممارسات هي وراء خمس الانبعاثات المتسببة في ظاهرة الاحتباس الحراري، و قدرت منظمة الأغذية والزراعة العالمية عدد الذين يعيشون على الثروات الغابية في العالم بمليار وست مائة مليون شخص، وفي فرنسا وحدها ثمة قرابة أربع مائة ألف ساكن يعيشون على الثروات الغابية أي ضعف عدد الذين يحصلون على مصادر الرزق من صناعة السيارات.