اظهر تحقيق اجراه مركز المعلومات الاسرائيلي لحقوق الانسان في الاراضي المحتلة "بتسيليم" كذب مزاعم الجيش الاسرائيلي فيما يتعلق بجريمة اغتيال ثلاثة من كوادر حركة "فتح" في البلدة القديمة من مدينة نابلس، اواخر كانون الاول/ ديسمبر الماضي، مؤكدا انه تصرف بشكل مخالف للقانون. وكانت قوة كبيرة من جيش الاحتلال توغلت في مدينة نابلس في 26 كانون الاول الماضي، ونفذت ثلاثة جرائم اغتيال منفصلة قتلت خلالها ثلاثة من كوادر حركة "فتح" وهم: غسان أبو شرخ، نادر السركجي وعنان صبح، اثنان منهم داخل منزليهما وامام بصر وسمع افراد عائلتيهما. واشار "بتسيليم" في تحقيقه الى وجود اشتباه بان الجنود لم يقوموا باي محاولة لاعتقال على الاقل غسان أبوشرخ ونادر السركجي، قبل إطلاق النار عليهما وقتلهما وهما بين افراد عائلتيهما. ويتضح من التقرير الذي أجرته منظمة "بتسيلم بخصوص هذا الحادث، الذي شمل مقابلات مع تسعة من أبناء عائلات الشهداء، وفحص الموجودات في ميدان الحادث والمستندات الطبية، أن هناك رواية أخرى مغايرة حول الحادث. وكانت سلطات الاحتلال وبضمنها المتحدث باسم الجيش اتهم الثلاثة بالوقوف وراء عملية اطلاق النار التي اسفرت عن قتل مستوطن في 24 كانون الاول الماضي. وزعمت هذه الجهات كذباً ان الجنود حاولوا اعتقالهم لكنهم رفضوا تسليم أنفسهم، واثرها قام الجنود بإطلاق النار عليهم بعد أن شعروا بأن حياتهم معرضة للخطر". بدوره، قال "بتسيلم ": على عكس الادعاءات الرسمية، يبدو أنه لم تتم أي محاولات حقيقية لاعتقال أبو شرخ والسركجي وانه لم يوجه لهما أي إنذار قبل إطلاق النار عليهما وقتلهما، رغم أنهما لم يحملا سلاحا وانصاعا لتعليمات الجنود بالخروج من بيتيهما. كما لم يتضح بأن أبو شرخ حاول الهروب، حيث وقف الجنود في المخرج الوحيد للبناية وقاموا بإطلاق النار عليه وهو ما يزال يقف على الدرج قبل الوصول إلى الساحة التي كانوا يقفون فيها. واضاف: رغم العثور على سلاح في المكان الذي كان يختبئ به صبح فانه لم يطلق النار على الجنود. كما أن بيانات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لم تشر إلى أي تبادل لإطلاق النار خلال تلك الليلة. ونوه "بتسيليم" الى ان (إسرائيل) تنكر القيام بعمليات تصفية في مناطق الضفة الغربية، "غير أن التحقيق في الحادث يثير الاشتباه بأن الجنود لم يعملوا على أساس أنهم في حملة اعتقال وإنما في مهمة تصفية.