أعلن عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" محمود الزهار استعداد حركته للتوقيع على الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية شرط الحصول على ضمانات حول ملاحظات حركته. وأوضح الزهار، في لقاء مع عدد من الإعلاميين في أحد فنادق مدينة غزة مساء أول من أمس، إن "حماس" على استعداد لتوقيع الورقة المصرية شريطة الحصول على ضمانات بالتنفيذ السليم"، داعياً مصر حكومة وشعبا إلى "فتح صفحة جديدة والعمل على انجاز المصالحة الفلسطينية وتحصين المجتمع الفلسطيني من الداخل من أجل التصدي لتهويد القدس وقتل شعبنا على يد الاحتلال الإسرائيلي". وناشد القيادة المصرية أن تدعو قيادة حركة "حماس" للنظر في كيفية "تحصين" اتفاق المصالحة الفلسطينية. وكانت "حماس" رفضت في تشرين أول (أكتوبر) الماضي توقيع الورقة المصرية للمصالحة التي بلورتها القاهرة عقب عدة جولات من الحوار مع الفصائل الفلسطينية بدعوى وجود تحفظات لديها على عدد من بنود الورقة ودعت إلى نقاش مع مصر بشأنها. إلا أن القاهرة رفضت إعادة فتح باب النقاش على بنود الورقة نافية إضافتها أو تغيير أي من بنود جديدة، في المقابل وقعت حركة "فتح" الورقة المصرية دون تحفظات. وقال الزهار: "إن حماس والشعب الفلسطيني لا ينكران دور مصر التاريخي بالنسبة للقضية الفلسطينية ومصر هي من حافظت على قضية اللاجئين ونحن لا ننسى دورها في القضية الفلسطينية ونؤكد أن القيادات الإسلامية والوطنية تربت وترعرت في الجامعات المصرية". وأضاف "مصر هي دولة مركزية رعت وقدمت وضحت من أجل الشعب الفلسطيني والشعوب المقهورة في الوطن العربي وإفريقيا". واتهم المسؤول البارز في "حماس" بعض من وسائل الإعلام "الصفراء" وأطرافا لم يسمها بالسعي إلى توتير علاقة حركته ومصر. ونفي الزهار مجدداً أن "حماس" تقع ضمن محور إقليمي ضد مصر أو ما يسمى محور الاعتدال قائلا: "علاقة حماس مع التيارات الإسلامية والوطنية في الوطن العربي والإسلامي إستراتيجية ومن يضعنا في محور ضد محور فهو واهم". وشدد على أن حركته لا تشكل أي تهديد للأمن القومي المصري ، مضيفا "أن إسرائيل هي التهديد الحقيقي على الشعبين المصري والفلسطيني وشعوب المنطقة ونؤكد أن علاقتنا مع مصر ستبقى إستراتيجية". وفي هذا السياق انتقد الزهار بناء السلطات المصرية الجدار الفولاذي على الحدود مع قطاع غزة. وقال "إن الشعب الفلسطيني اضطر إلى تهريب الطعام من تحت الأرض ويجب أن يدخله من فوق الأرض" ، في إشارة إلى معبر رفح الحدودي الذي يعمل على فترات متباعدة منذ تولي حركة حماس إدارة شئون قطاع غزة. وتابع قائلا" نحن لا نتهم أحدا بالحصار و نقدر كل إنسان يقدم لنا الرغيف والدواء". الى ذلك ، توغلت عدة آليات عسكرية إسرائيلية صباح امس شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. وقال شهود عيان إن ثلاث دبابات ترافقها أربع جرافات، توغلت لمسافة متر انطلاقاً من موقع 'كوسوفيم' العسكري شرق بلدة القرارة شمال المدينة، وشرعت بأعمال تجريف متجهة نحو ما يعرف ببوابة السريج. وأضاف الشهود أن عملية التوغل صاحبها إطلاق نار عشوائي، ما أثار حالة من الخوف والرعب بين المواطنين، خاصة الأطفال، دون أن يبلغ عن إصابات. وقصفت الزوارق الحربية الاسرائيلية مراكب الصيادين قبالة سواحل رفح جنوب القطاع. وقال شهود عيان إن زوارق بحرية اسرائيلية فتحت نيران أسلحتها الرشاشة صوب قوارب الصيادين قبالة شواطئ رفح، وقامت بعملية ملاحقة لتلك القوارب في عرض البحر. وألحق القصف الاسرائيلي أضرارًا في بعض المراكب، وأجبر الصيادين على مغادرة البحر خشيةً على حياتهم.