لم أر عقبة في مسار ديمومة الإبداع والطموح أكثر من شبح «الإحباط» والانخراط في دهاليزه السلبية دائماً.. والقاتلة في أحايين كثيرة. فلك أن تتخيّل وتتصور «فناناً» يريد رسم «لوحة» مثلاً وهو محمل بسيل من الهموم المثقلة والتساؤلات المثبطة يقودها شبح «الإحباط».. فتارة يسأل: لمن أرسم؟ وما مصير لوحاتي؟! وتارة يسائل نفسه بحزن حارق:.. لماذا أرسم؟! ويعيد الصدى لنفسه «وأنا لا أجد تقديراً»! ويتبعه بألم قاتل: (وأنا أسهر وأتعب وأصارع البرد والجوع)!! بعد هذا.. كيف سينتج هذا «الفنان» إبداعاً راقياً!.. وهو يحمل في داخله الرؤى والأفكارالمحبطة والمعيقة لعمله وإبداعه. الفن الراقي.. من المستحيل أن ينتج عبر مساحة مليئة بدخان «الإحباطات الملوثة» فحتماً سيختنق «الفن» ويموت مع مرور الأيام. الفنان.. يحتاج إلى كمية هواء نقي تتمثل في أفكار نقية، وعقل سليم ورؤى حالمة لا يحدها حدود ولا وطن، ولعل التفاؤل خير طاقة داعمة ودافعة نحو بناء فنان حقيقي بعيداً عن الإحباطات التي تشوش أفكاره وتقتل أزهاره الإبداعية. التفاؤل.. قيمة إيجابية كبيرة وعالية.. تعزز الطموح وتدفعه نحو الإصرار والابتكار والأهم من ذلك كله هو الصبر، فبه تكتمل النتائج والأهداف. أخيراً.. أهمس في أذن «الفنانين» بأن يبتعدوا عن «الإحباط» والعقبات التي تعيق إبداعاتهم؛ على الأقل وقت انصرافهم لعالمهم الخاص، حتى ينعموا براحة بال وهدوء وسكينة.. تكون «الألوان» ناقلهم الجميل والأصيل لعالم «الصورة» الخارجي.