صدر حديثاً للدكتور سعد البازعي كتاب "قلق المعرفة: إشكاليات فكرية وثقافية" عن المركز الثقافي العربي. وقد حمل الكتاب عشرة مباحث، تحدث فيها البازعي عن القلق عند المثقف بشكل عام، ومن خلال نماذج متعددة عربية وعالمية، منهم من عايشهم شخصياً، ومنهم من عرفهم عن طريق نتاجهم. وجاءت فصول الكتاب كالآتي: قلق الأطر، قلق المفكر(ثلاث مقالات حول عبدالوهاب المسيري)، قلق الغياب، الجابري (قلق الحوار..قلق التفلسف)، إدوارد سعيد (قلق الانتماء)، قلق المعاصرة، قلق التنوير، تساؤلات غربية، القلق اليهودي، قلق التأليف والكتابة عن اليهود. جاءت مقدمة الكتابة وكأنها ناتجة عن قلق ما، لا لتشرح مفهوم القلق أو علاقة المثقفين بالقلق، بقدر ما جاءت نتيجة لقلق التأليف والكتابة، ومعبرة عنه. يتحدث المؤلف في مقدمته عن كتابة المقدمات والعناوين، وأنها بمثابة قراءة الكاتب لما يكتبه، وإعادة التفكير فيه، ثم يعرج بالحديث عن "الهدف المعرفي" من الكتابة وتناقضه مع الأفكار المسبقة المتكونة في ذهن الكاتب قبل الكتابة، إن كان عاجزاً عن التفكير فيها وتعديلها. ثم يشير الكاتب إلى الكتب التي يجمع فيها المؤلف مقالاته ودراساته، ومهمته إزائها، والتي يلخصها في: استكشاف الدلالات التي تنطوي عليه المقالات والدراسات، واستكشاف الصلة التي تربط الدراسات والمقالات بعضها ببعض. غلاف الكتاب ويصف البازعي القلق الذي يراه "خيطاً ناظماً ليس لكل ما في الكتاب، ولكن لمجمل ما فيه" بقوله : الاطمئنان الداخلي هو نقيض القلق، والقلق هو مصدر المعرفة، والناتج عنها في الوقت نفسه، فالعلاقة جدلية أو دائرية يفضي آخرها إلى أولها. ويضيف: بالتأكيد فإن القلق المقصود هو ما ينتج عن عدم الاطمئنان إلى الجاهز والسهل من الأجوبة والحلول، وليس القلق المرضي الناتج عن خلل نفسي. يقول البازعي: إنه إذاً القلق المبدع والفاعل في حياة الفكر والثقافة، القلق الذي لا تدعيه هذه المقالات صفة لها بقدر ما تسعى إلى إبراز بعض تمثلاته.