عانت قرية "المصفق" الحدودية بمنطقة جازان من مظاهر التهريب بكافة أشكاله، والمتاجرة بالممنوعات لتحقيق مصالح شخصية ومالية، وذلك على الرغم من الجهود الأمنية لمواجهة المخالفين والتصدي لهم بكل حزم. "الرياض" من خلال الجولة الحدودية إلتقت عدداً من أهالي القرية، وعبروا عن معاناتهم من المهربين، وخطورة ذلك على حياتهم وحياة أبنائهم. وقال في البداية المواطن ناصر علي"كم عانينا من التهريب نفسياً ومادياً وحتى صحياً، وانعكست معاناتنا على أبنائنا والخوف عليهم، فبحكم القرب من الحدود اليمنية استغل ذلك القرب وبشكل سلبي الى دخول العديد من المواد الممنوعة كالمفرقعات والألعاب النارية الخطرة ونبتة القات وحتى المخدرات؛ وكل ذلك يتم على أيدي أناس تخلوا عن معنى الوطنية في سبيل الكسب المادي الرخيص، بل على حساب المتاجرة بأرواح الأبرياء". وتحدث المواطن ابراهيم محمد، وقال: بتنا نخاف على أرواحنا وفلذات أكبادنا من ما نراه بشكل يومي من سيارات تسير بلمح البرق بسرعات جنونية تفوق سرعة 160كم في الساعة داخل طرقات القرية؛ غير مبالين بأرواحنا أثناء هروبهم من رجال حرس الحدود، أو أثناء محاولة إيصالهم للمهربات، ونذكر منها حادثة طفل لقي حتفه أشلاءً مثناثرة أثناء ذهابه الى المدرسة ولم تتبق الا حقيبته المدرسية مخلفاً قصة مؤلمة لأهالي القرية وذويه. ويشير المواطن حسن طيب إلى معاناة أهالي القرية من الأحواش الى يمتلكها بعض الأهالي وهي بؤرة فساد تجمع بها عمالة متخلفة من جنسيات مختلفة من الجنسين ممن دخلوا عن طريق التهريب، حيث يتم تجميعهم بتلك الأحواش ومن ثم تهريبهم الى كافة المحافظات ليس على مستوى المنطقة فحسب، بل على مستوى مناطق المملكة، وتلك العمالة من جنسيات صومالية وأثيوبية وحبشية وجنسيات عربية ممن هم ممنوعون من دخول البلاد، وذلك عن طريق المنافذ الحدودية. وقال:"لا يخفى على أحد ما تخلفه تلك العمالة غير النظامية من أمراض نتيجة ممارسات مشبوهة يكون من شأنها نقل الأمراض الوبائية المعدية!". بينما طالب المواطن محمد عبدالله بتكثيف الجولات الأمنية ليلاً في القرية، ومواجهة "خفافيش الليل" ممن يعملون بكل ماهو ممنوع من بيع الممنوعات وتهريب العاملات من جنسيات مختلفة من الأحواش المخصصة لذلك بعد مغيب شمس كل يوم وبعيداً عن أعين الرقابة، وكذلك الممارسات السلبية التي تمارس في تلك الأحواش. ويضيف أحد المواطنين أن خطورة التهريب امتدت إلى تدريب (الحمير) على نقل الممنوعات وإيصالها الى أماكن محددة؛ كونها تستطيع السير من أماكن لا يمكن الوصول لها، لدرجة أن بعض تلك الحمير قد أطلقت عليه الدورية الحدودية النار، وذلك لشدة ما وصل إليها من قدرة على التخفي والمناورة والفرار بالممنوعات دون أن يركبها أحد من المهربين أنفسهم.