قالت سلطات الانتخابات الأفغانية أمس الأحد إنها أرجأت انتخابات برلمانية مقررة هذا العام كان إطلاقها في وقتها سيسبب خلافات بين الرئيس حامد كرزاي ومن يدعمونه من الغرب الذين يريدون وقتا كافيا لإجراء إصلاحات انتخابية. وأشاد دبلوماسيون غربيون بالقرار بتأجيل الانتخابات من 22 مايو إلى 18 سبتمبر قائلين إن هذا سيتيح وقتا لتنفيذ التغييرات المطلوبة لمنع تكرار عمليات التزوير التي شابت الانتخابات التي أعيد فيها اختيار كرزاي رئيسا في العام الماضي. كما أن تحديد هذا الموعد يعني أن الانتخابات ستجرى بعد موسم القتال التقليدي في الصيف مما يمهل القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي التي تسعى للتوسع هناك وقتا أكثر لتحسين الوضع الأمني في المناطق الجنوبية حيث منع مقاتلو طالبان الناخبين من الوصول إلى لجان الاقتراع في العام الماضي. وقال زكريا بركزاي وهو عضو في اللجنة الانتخابية المستقلة إن التأجيل جاء نتيجة: "مشكلات وقيود متعلقة بالحصول على الميزانية الكافية وكذلك مخاوف أمنية وعقبات متعلقة بالمستلزمات وكذلك لتحسين الإجراءات الانتخابية". وتحاول دول غربية تجنب تكرار الفشل الذريع الذي اتسمت به انتخابات العام الماضي والتي أبطلت فيها لجنة تحقيق مدعومة من الأممالمتحدة نحو ثلث الأصوات التي حصل عليها كرزاي لاعتبارها مزيفة. وكانت الدول الغربية تأمل الإعلان عن تأجيل الانتخابات قبل عقد مؤتمر دولي حول مستقبل أفغانستان في لندن في وقت لاحق من الأسبوع الحالي والذي كان سيمثل فيه إجراء الانتخابات في وقت مبكر مصدر استياء. وتحتجز الأممالمتحدة عشرات الملايين من الدولارات في حساب لتمويل الانتخابات في أفغانستان ولكن دبلوماسيين يقولون إنهم لن يسمحوا بالإفراج عن هذه الأموال ما لم تقم أفغانستان بإصلاحات أولا. ووصف دبلوماسي دولي طلب عدم نشر اسمه القرار بأنه: "قرار عقلاني وحكيم سيتيح وقتا لإصلاح المؤسسات الانتخابية الرئيسية للتمكين من إجراء انتخابات برلمانية أكثر نزاهة". وأضاف الدبلوماسي أن المجتمع الدولي لن يرضيه إعادة تعيين عزيز الله لودين رئيسا للجنة الانتخابية والذي انتهت فترة ولايته يوم أمس الأول. ويتهم المعارضون لودين الذي عينه الرئيس بمحاباة كرزاي. وأضرت الانتخابات الرئاسية التي أجريت في العام الماضي بمكانة كرزاي بين الدول الغربية التي لديها 110 آلاف جندي في أفغانستان رغم أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعاد تقييم استراتيجيته وقرر في نهاية الأمر إرسال 30 ألف جندي أمريكي إضافي. وربما تكون الانتخابات البرلمانية حيوية هذا العام لأن الحكومة المركزية في حاجة لتوضيح أن مؤسساتها مدعومة من المواطنين. وسبب أعضاء البرلمان الذين كانوا يتهمون في العادة بأنهم منقادون متاعب لكرزاي هذا الشهر عندما عارضوا مرتين أغلب مرشحيه لتولي الوزارات. وما زال عليه شغل 11 منصبا منها بعض الحقائب المهمة مثل الصحة العامة.