أكد الرئيس الامريكي باراك اوباما استمرار عمل إدارته بإقرار مشروع إصلاح الضمان الصحي، وذلك على الرغم من خسارة الديمقراطيين الأكثرية التي يتمتعون بها في مجلس الشيوخ، مشدداً على "عدم وقف المعركة في هذا المجال على الاطلاق". وقال اوباما في كلمة له أمام الجمهور في ولاية اهايو (شمال البلاد) "لم يراودني أي وهم عندما انبريت لإصلاح التأمين الصحي"، مشيراً الى انه أدرك أن الامر سيكون صعباً. وتابع الرئيس الامريكي "سأواصل المعركة من أجل إصلاحات حقيقية وذات مغزى في نظام التامين الصحي ليقدم للناس مزيداً من الاستقرار والامان في نظامنا الصحي". ويأتي كلام اوباما عن التأمين الصحي بعد فقده يوم الثلاثاء الماضي اغلبيته التي ظل يتمتع بها في مجلس الشيوخ بعد أن انتزع المرشح الجمهوري سكوت براون مقعد السناتور الديموقراطي تيد كيندي في ما اعتبر نكسة هددت مستقبل الاصلاحات التي وعد بها الرئيس وفي مقدمتها اصلاح النظام الصحي. وتمتلك الاغلبية الديمقراطية (59) عضواً في مجلس الشيوخ بعد خسارة مرشحة اوباما في ولاية ماساشوستس مقابل ( 60 ) في السابق، وبذلك يفقد الديموقراطيون الاغلبية اللازمة لاعتماد الاصلاحات بدون التعرض لعرقلة من الاقلية الجمهورية. وكان إصلاح النظام الصحي قد أقر في مجلس الشيوخ في قراءة أولى في 24 ديسمبر ب( 60) صوتا فقط. ويواجه أوباما، الذي حقق انتصاره الانتخابي بفضل وعده بالتغيير، استياء متزايدا لدى الأميركيين ولاسيما بشأن القضايا الاقتصادية، خصوصا وأن الخروج من الركود لم يترجم حتى الآن بانتعاش في سوق العمل. وحاول أوباما استعادة زخم التأييد الشعبي الذي كان يتمتع به قبل عام، وقال "بوسعي أن أعدكم بأنه سيكون هناك المزيد من المعارك في الأيام المقبلة". وأضاف "طالما أحظى بشرف خدمتكم بصفتي رئيسكم، فانا لن أتوقف أبدا عن النضال في سبيلكم". وعزا أوباما أسباب ابتعاده عن اللقاءات الجماهيرية، منذ تسلمه مفاتيح البيت الأبيض قبل عام والأزمات الكثيرة التي واجهها في السنة الأولى من عهده، إلى الدواعي الأمنية التي تقيد حركة الرئيس. وقال "في الحقيقة أن تكون رئيسا هو أيضا أمر مقيد بعض الشيء". وأضاف "لا يمكنني أن أذهب ببساطة وازور الناس كما اعتدت أن أفعل. لا يمكنني أن أذهب إلى الحلاق أو أن أتناول الطعام في مطعم". وخلال زيارته إلى مدينة اليريا بوليايو اوهايو الشمالية، توقف أوباما بشكل مفاجئ في مطعم صغير، في مسعى منه إلى استعادة صورته في أذهان الرأي العام كرئيس قريب من الشعب.