أنتم أقلية وليس من حق الأقلية أن تفرض رأيها على الأكثرية؟ كيف وصل إلى الصحويين مفهوم الأقلية والأكثرية. نظام وافد من الغرب. يتصل بالنظم الديمقراطية. فكرة هذا النظام هي أكبر عدو لهم. يرددون بغير وعي: ليس من حق الأقلية أن تفرض نفسها على الأقلية؟ هذا نصف الحقيقة. لكي تكون الحقيقية كاملة يجب احترام الوجه الآخر من هذا القانون. ليس للأكثرية أيضا أن تفرض وجهة نظرها على الأقلية. أغلبية السكان في الهند من أصحاب الديانة الهندوسية. لا يحق للهندوسي أن يفرض قيمه أو عاداته على الأقلية المسلمة في البلاد. هذا هو مفهوم الأقلية والأكثرية. التعايش في ظل القانون. الأقلية المساكين في المملكة لا تختلف عقيدتهم عن عقيدة الأكثرية(!!).تطالب الأقلية على سبيل المثال بحق المرأة في السياقة. الأغلبية(!!) ترفض وتحارب وتشاتم وتكفر. مطلب إنساني بسيط لا يشوبه أي شائبة دينية أو حضارية أو حقوقية. مطالبة بسيطة أحدثت كل هذا الصراع والتقاتل والمعاريض والتدافع على أبواب المسؤولين. عندما تفوز الأغلبية بالحكومة لا يعني أن تقصي الأقلية وتمنعها من ممارسة حياتها الخاصة الطبيعية. قانون الأغلبية والأقلية يكفل للجميع عيشا كريما, كل وفقا لمعتقده. هذا آخر شيء يمكن أن يصل إلى عقول الصحوية. سذاجة وسوء استخدام لأدوات الحياة الحديثة. استخدام مفاهيم التقدم لدعم قيم التخلف. يذكرني باستخدام الدائرة التلفزيونية المغلقة في كليات البنات. استغلال التكنولوجيا الحديثة لتكريس قيم بالية. الإنسان الذي يقول إن رأي الأغلبية يجب أن يسود هو في الواقع يخالف الأساس الذي قام عليه الإسلام. عندما صدع الرسول عليه الصلاة والسلام بدعوته كان يمثل الأقلية, بل أقل من الأقلية. لم يصمت لأن الأكثرية كانت تريده أن يصمت. لم يستخدم عليه الصلاة والسلام العنف في بث دعوته. لجأ إلى الإقناع. وهذا بالضبط ما يفعله كتاب الصحف اليوم ممن يطلق عليهم الليبراليين. اتبعوا سنته ونهجه. واجه عليه الصلاة والسلام ما يواجهه كتاب اليوم العنف والعنصرية والكراهية بالصبر.. طاردوه وعذبوا أتباعه. لاحظوا اليوم (من يلجأ للعنف, من يفجر, من يلجأ للشتائم والألفاظ النابية, من يحرض على الطائفية, من يعير بالألفاظ العنصرية). كل ما قلته قبل قليل يفترض أن المتشددين هم الأكثرية. سأقدم مثالين من بين عشرات الأمثلة, نعرف من خلالهما من هم الأكثرية ومنهم الأقلية. عدد كتاب الصحف لا يزيد عن عشرين كاتبا. كلهم تقريبا متهمون بأنهم ليبراليون أو علمانيون.(الشعب لا يريدهم كما يردد الصحويون) يكتبون مقالات صغيرة في الجرائد. لا يملكون سلاحا ولا سلطة. مجرد أقلام. في سنوات قليلة شتتوا شمل المتشددين وعروهم وفضحوا شعورهم الزائف بالغلبة. فشا في الصحويين الاضطراب والشعور بالاضطهاد والإقصاء والمسكنة. أي أغلبية هذه التي تسقط في عيون الشعب بتحريض من مقالات صحفية. عندما أقرت الدولة دمج تعليم البنين بالبنات ضج, الذين يدعون أنهم يمثلون الأغلبية. تنادوا, هددوا بالفجور وعظائم الأمور. حذروا الشعب الذي يمثلونه. هل استجاب الشعب السعودي لنداءاتهم. هل سحب أب سعودي واحد ابنته من المدرسة؟ أي أغلبية هذه التي ينسبونها لأنفسهم؟