صدر قرار وزارة الثقافة بتمديد عام لرؤساء وأعضاء الأندية الأدبية وقد قوبل هذا القرار بالرضا والسخط بين أوساط المثقفين.وبين مؤيد ومعارض ولكل منهم رأيه الخاص . يقول الدكتور عبدالرحمن المحسني عضو مجلس إدارة نادي أبها الأدبي : أحسب أنها خطوة مهمة، فكثير من الأندية الأدبية لديهم مشاريع لم تنجز. والحكم على تجربة الأندية يحتاج إلى وقت لتقويمه بوعي بعيدا عن آراء وتشنج الطرفين المؤيد والمعارض فهناك إنتاج ممتد للتجربة يحتاج لأنصاف في التعامل معه؛ مئات المحاضرات ومثلها من الكتب وعشرات الملتقيات ،إضافة إلى أن الجمعية العمومية التي أعنت عن تكوينها الوزارة لم تنته .فالنقلة القادمة تحتاج لدراسة عميقة تفيد من الواقع الماثل وتسعى لقادم أفضل. وأضاف أتمنى أن تخضع هذه النقلة لدراسات متأنية جدا لما كان ولما يجب أن يكون ،والفعل الانتخابي الذي يؤيده كل مثقف فنحن مازلنا في مجتمعنا العربي عموما لم نستوعبه، بل إن قلت :إن الأمة العربية في تاريخها لا تعرفه،فهو ليس في تكوين الذهنية العربية ،وحتى نطبقه نحتاج إلى بعد تأسيسي لترسيخه في البيئة الثقافية قبل أن نفكر في تدعيمه كمشروع ننتصر له ، ونعتقده خيارا. أما الشاعر أحمد التيهاني فيقول:لم يكن قرار التمديد لمجالس الأندية الأربعة مفاجئاً, بل إنّه الخيار الأقرب إلى السلامة في ظل عدم وجود لوائح, أو جمعيّات عموميّة, ويبدو – والله أعلم - أنّ القرار تمهيدٌ لخطوةٍ تاريخيّة تتمثلُ في إلغاء الأندية الأدبيّة, وإنشاء مراكز الثقافة؛ ويضيف قائلاً إنّ بعض الأندية تحتاجُ إلى غربلةٍ حقيقيّة إن أريدَ لها الاستمرار, فقد كانت المرّة الأولى تجربةً, وتكرارها يعني إصراراً على الخطأ, وليست الأندية سواء . ويرى الدكتور علي الرباعي :بأنه يبدو أن التمديد ضرورة يحتّمها تفاوت التعيين للمجالس الحالية ، وما تحديد التمديد بسنة واحدة إلا دليل وعي وتجاوز من الوزارة لواقع الحال، ومؤشر لما ستؤول إليه الأمور عما قريب فالدعوة الآن قائمة من جميع مثقفي الوطن إلى مأسسة الثقافة ،وتحويلها إلى منظومات مجتمع مدني، يقوم عليها متطوعون ، ويخضعون في اختيارهم وممارسة عملهم للوائح محددة وصريحة المواد ، في ظل قوانين محميّة بسلطة القضاء ،وملزمة للجميع للحد من تجاوزات تيار أو توجه، مؤملين أن تراعى في المقبل من التفعيلات المعايير المهنيّة، وهنا نتمنى من الوزير الشاعر المثقف الدكتور عبدالعزيز خوجة أن يبهجنا بما تطلع إليه مثقفون من عقود متمثلاً في تفعيل النظام الخاص بمؤسسات المجتمع المدني حسب ما ورد في لوائح وزارة الشئون الاجتماعية ،كون الأندية الأدبيّة اختطفت من تحت مظلة أصلية ,وأصيلة بمعونة إلى ظلال بديلة ،أتخمتها بالبيروقراطية وأدخلت في هذه المؤسسات أسماء وأفكار بعيدة كل البعد عن فضاءات الثقافة الحرة والموضوعية ولعله آن أوان القرار المبهج والوزير خوجة أهل لهذه النقلة التي ستدون في تاريخ توليه لوزارة النخبة وزارة الثقافة. علي الرباعي أما الدكتور إبراهيم الدغيري فيقول :التمديد يعني الرضا ، غير أن المستقرئ لواقع الأندية الأدبية يرى عطاءاتها تتباين بشكل يجعل المتابع لا يندفع لتأييد قرار التمديد . كان الأمل معقودا بأن تتم التعيينات عبر الترشيح الانتخابي الحر – لأن بيئة الأندية هي أفضل البيئات تمثيلا لهذا المفهوم أو هكذا ينبغي أن تكون ، رغم ذلك فقد أبلت بعض مجالس الأندية الأدبية بلاء محمودا مجال نشر الوعي والتنوير والتثقيف وليت الذين تباطؤوا في هذا خلال الدورة السابقة أن ينشطوا في العمل ويقتدوا بالأندية السابقة الفاعلة. أما مشعل العبدلي فيقول: لا شك أن استقالة وكيل الشئون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيل من مسؤولية التنظيم الثقافي كانت مفاجئة ومربكة لمتخذ القرار في وزارة الثقافة فيما يخص تنظيم الأندية الأدبية. ويدل على ذلك اضطرار الوزارة لهذا القرار الإداري والذي لا يعكس تفاوت ما قدمته هذه الأندية للمشهد الثقافي. أندية قدرها أنها كانت بداية مشروع السبيل التنظيمي قبل أربع سنوات في خطوة أولى قبل أن ينظم بقية الأندية ويتفرغ للخطوة الثانية بلائحة الأندية وجمعياتها العمومية والتي لا تزال قيد الدراسة قبل أن تتداخل مع فكرة تحويل الأندية ودمجها مع جمعيات الثقافة لتصبح مراكز ثقافية. أرى أن التمديد لسنة يعكس وجود تروّي قبل عمل تنظيمات أفضل للمنظومة الثقافية. لكن سنة فترة طويلة لما يأمله بعض مثقفي هذه مناطق هذه الأندية، وكان من الممكن أن يضاف للتمديد تغييرا في بعض الأسماء في هذه الأندية. من جهته ذكر رئيس نادي جازان الأدبي الأستاذ أحمد ابراهيم الحربي: أن التجديد في نظري هو ثقة معالي وزير الثقافة والإعلام بما قدمته الأندية وهو محل اعتزاز وتقدير، كما أنه تكليف وليس تشريفاً، وهو حافز لنا كي نقدم خلال هذه الفترة القادمة ما يليق بثقافة منطقة جازان، وأن تكون هذه الفترة مليئة - بإذن الله - بالحيوية والنشاط والتجديد. وأضاف الحربي أن المجالس جديرة بالثقة والتقدير لما قدمته خلال مسيرتها السابقة وهي مسيرة حافلة بالمنجز الثقافي والأدبي الأمر الذي جعل النادي يعيش نقلة نوعية وكافة الأندية وخير شاهد على ذلك هذه الملتقيات والنشاطات والاصدارات التي تصب في ازدهار الحركة الثقافية. أحمد التيهاني من جانبه أوضح رئيس نادي تبوك الأدبي الدكتور مسعد العطوي أن التجديد هو الطريق الأسلم في هذه الفترة، لأنه لم تكن هناك جاهزية لدى الأندية الأدبية لتكوين الجمعية العمومية لأنها تحتاج إلى فترة طويلة تصيغ فيها لائحتها، كما أن التجديد الذي منحته الوزارة لأعضاء مجالس الأندية هو في حقيقته ثقة منها بأعضاء المجالس لما قدموه بالنهوض بالثقافة ممثلة في الملتقيات والأمسيات وإصدار الكتب ومع ذلك لا تسلم هذه الأندية من سياط النقد دون أن تعرف الجهود التي تبذلها الأندية في تفعيل الساحة الثقافية بطباعة الكتب وتشجيع المبدعين من الشباب. كما بيّن الدكتور العطوي فكرة دمج الأندية الأدبية بجمعيات الثقافة والفنون بأنه لن يثري الثقافة لأنه سيغلب عليه الاتجاه الشعبي السائد من فنون شعبية وشعر شعبي، كما أن الثقافة التي تمارس بالفصحى لها مجالاتها المعروفة والمخصصة ولا يمكن دمجها في مركز ثقافي شامل، لأن الثقافة العربية يجب أن تقدم رسالتها المناطة بها بلسان عربي مبين وليس بلغة عامية غير مستقيمة.