سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الوزراء التركي يلوح للمستثمرين السعوديين بفرصة الانفتاح على الاتحاد الأوروبي وإزالة التأشيرات التقاهم أمس في غرفة الرياض ودعاهم للاستثمار في بلاده
أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قدرة المملكة وتركيا على تجاوز الركود المؤقت في التبادل التجاري خلال الفترة القصيرة المقبلة. وقال رئيس الوزراء التركي في حديثه لرجال الأعمال السعوديين بغرفة الرياض أمس إنه رغم المقومات التي يحظى بها اقتصاد الرياض وأنقرة إلا أن التبادل التجاري لا يزال ضعيفاً. لافتا إلى قدرة البلدين على رفع حجم التبادل التجاري من 5 مليارات دولار إلى 10 مليارات دولار في الفترة القصيرة المقبلة في حال الاستفادة من المزايا الاقتصادية المشتركة. وأكد رئيس الوزراء التركي حرص بلاده الشديد على دعم المستثمرين السعوديين وتشجيعهم للاستثمار فيها، منوهاً إلى أنه يجب عليهم أن يدركوا بأن استثمارهم في تركيا يمنحهم فرصة الانفتاح على الاتحاد الأوروبي. وشدد في الوقت ذاته على أن اقتصاد تركيا قوي ومتماسك وأنه خلال الأعوام القادمة سيصبح من أقوى الاقتصاديات في العالم، مبيناً حرص بلاده على إزالة أو معالجة أي مشكلة قد يواجهها رجال الأعمال السعوديون. وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن مساعي بلاده في إزالة التأشيرات بين المملكة وتركيا. دعا أردوغان دول العالم إلى التضامن في صف واحد، مشيراً إلى أن الأزمات الاقتصادية التي تحدث في دولة واحدة يكون ضررها على بقية دول العالم. وأضاف قائلاً: وكما أن الأزمات الاقتصادية يكون ضررها مشتركا ويشمل دول العالم يجب على دول العالم أن تدرك بأن نجاح قطاع الأعمال أيضاً مشترك داعياً إلى ضرورة إزالة أي قيود أو عقبات تجارية منوهاً أنه بالإمكان إزالة ذلك بالتضامن والوحدة وتسوية الخلافات. وشدد الرئيس التركي على أن سياسة تركيا قائمة على التعاون المشترك مع الجميع مؤكداً في الوقت ذاته أن سياستها لن تتغير لزيادة الشراكات والتضامن لزيادة التبادل التجاري وتنمية الاقتصاد العالمي. وقدم الرئيس التركي شكره الجزيل لوقف الملك فيصل وللملكة العربية السعودية بمناسبة منحه جائزة الملك فيصل العالمية في فرع خدمة الإسلام هذا العام، معبراً عن امتنانه وافتخاره الشديد بهذه الجائزة العالمية. كما أشار أردوغان إلى أن الجميع يتألم لما يحدث في فلسطين أو العراق أو في الدول الأخرى التي لديها مشاكل من هذا القبيل، وأن ما يحدث العراق لا يهم العراقيين وحدهم بل يهمنا أيضاً ويؤلمنا. وأضاف بأنه يجب أن يتم إيقاف الاعتداءات التي تقع في غزة من إسرائيل، وأن مبدأ قتل الأطفال أو النساء أو الشيوخ أو المدنيين العزل أمر لا يقبله ولا يتبناه ولا يؤيده أي شخص وهو مبدأ يجب أن يتم الدفاع عنه وإيقاف من يفعله، وزاد بأننا نسعى إلى وجود الرفاهية في دول العالم جميعاً وألا يوجد فقر في العالم فهو مسؤولية الجميع. وعبر الرئيس التركي عن أسفه الشديد لما حدث للزلزال الذي وقع في هاييتي وقدم تعازيه الحارة لحكومتها وشعبها، مشيراً إلى أن تركيا قدمت المساعدات لهاييتي إيمانا منها لواجبها وأنها لم تنتظر أي قرارات من الأممالمتحدة أو دعوات. وبين دولة الرئيس التركي بأنه منذ توليه الرئاسة تم تسوية الخلافات مع سوريا بل إنه تم توقيع 51 اتفاقية مشتركة في وقت واحد، وأضاف بأن تركيا أيضاً تسعى إلى تحقيق مثل ذلك مع العراق. ومن جهته بين عبد الرحمن الجريسي رئيس مجلس غرفة الرياض بأن زيارة الرئيس التركي لغرفة الرياض هي تعبير صادق يجسد رغبته العميقة لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، وتدعيم أطر الشراكة الإستراتيجية القوية بين القطاع الخاص في البلدين الشقيقين مشيراً إلى أن هذا القطاع يمثل عصباً مهماً في صلب العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وأكد الجريسي بأنه لا جدال بأن الاقتصاد هو من أقوى العوامل التي تعزز الروابط، وتزيد اللحمة تماسكاً وتقارباً بين الشعوب، خصوصاً في ظل شيوع عولمة الاقتصاد والاتصالات. وفيما يتعلق بالتعاون الاستثماري بين الجريسي بأن المملكة تتطلع لاستقطاب المزيد من التدفقات الاستثمارية التركية، والاستفادة من تقنياتها وخبراتها، حيث أن حجم الاستثمارات المشتركة في المملكة، ما تزال دون الطموح، فهي لا تتجاوز 470 مليون ريال، متطلعاً للمزيد من تدفق هذه الاستثمارات بما يعكس ويترجم عمق العلاقات المتميزة. وبين الجريسي بأن مسيرة تطور العلاقة التجارية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة تبرز بجلاء حجم التطور المتنامي للتبادل التجاري، حيث قفز من 5.6 مليارات ريال عام 2003م، إلى 18.83 مليار ريال عام 2008، وأضاف بأن هناك رغبة مشتركة وصادقة بين البلدين في أن العمل سوياً وبروح من التعاون والتكاتف من أجل المزيد من النمو لحجم التبادل التجاري بين البلدين، ولعل هذا اللقاء يمثل فرصة ممتازة للسعي بخطوات جادة على هذا الطريق. وأشار الجريسي إلى أن اقتصاد المملكة يتمتع بمتانة كبيرة بفضل الله ثم بفضل السياسة الحكيمة التي مكنته من تجاوز الأزمة الاقتصادية، وبقيت معدلات الإنفاق على المشاريع التنموية بنفس الوتيرة المتنامية، كما أن المملكة تعيش نهضة شاملة في كافة المجالات سواء الصناعية منها أو الصحية والتعليمية، إضافة إلى قطاعات النقل والبنى التحتية، مما يفتح الفرصة للشركات التركية إلى المشاركة في العديد من تلك المشاريع. وأضاف بأن قطاع الأعمال السعودي حريص على توسيع دائرة استثماراته في تركيا، والاستفادة من البيئة الاستثمارية التي توفرها حكومة تركيا للاستثمارات الأجنبية في جميع المجالات، وعلى وجه الخصوص المجال الزراعي حيث لدى المملكة برنامج ضخم رصد له مليارات الريالات، يركز على الاستثمار الزراعي في الدول التي تتمتع بخصوبة الأرض ووفرة المياه ومنها بلدكم الغني بثرواته الزراعية.