في المقالة السابقة تحدثنا عن تقنية تعقب العين وتاريخها وكيفية عملها. فقد ذكرنا أن تقنية تعقب العين هي من التقنيات التي تصف كيف ينظر شخص ما للأجسام المحيطة من حوله، وكيف تركز نظرة عينيه وحركة رأسه على الأجسام. وتستخدم هذه التقنية لقياس المناطق التي يركز البصر عليها والفترة الزمنية للتركيز، للخروج بنتائج تعكس أثر تصميم المنتج و فاعليته على شكل خرائط حرارية أو مناطق اهتمام. في هذه المقالة سنستكمل الحديث عن أهمية دراسة تعقب حركة العين وتطبيقاتها في الحياة العملية وخاصة في مجال الويب، كما سنتطرق لمحدودية هذه التقنية. - لماذا تعقب حركة العين؟ تضيف دراسات تتبع حركة العين إلى معرفتنا بآليات الإدراك البصري في العديد من المجالات العلمية، بما في ذلك: مجال التسويق ومجال ذوي الاحتياجات الخاصة ومجال الطب ومجال الدعاية والإعلان. وفي هذه المجالات تستخدم التقنية لقياس وتفسير التطور في التفاعلات الاجتماعية، والاستجابات العاطفية والتفكير المعرفي مع جسم ما. وقبل استخدام هذه التقنية على نطاق واسع لدراسة تفاعل المستخدم مع مواقع الويب، كانت تستخدم هذه التقنية بشكل ملحوظ في مجال الحملات التسويقية والتصميم لقياس مدى استجابة الجماهير المستهدفة إلى السلع الاستهلاكية. - تطبيقات تقنيات تعقب العين كما ذكرنا سابقا فإن المجالات العلمية لتطبيقات تتبع حركة العين واسعة ومتنوعة. فيمكن استخدام هذه التقنية في مجال دراسات خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة من الذين يعانون من العسر القرائي (دسلكسيا). فالتقنية توفر وسيلة لمعرفة أين وكيف يركز المصاب بالعسر القرائي أثناء القراءة، وبالتالي اقتراح طريقة طباعة أفضل للنصوص لذوي العسر القرائي (صورة 2). - كما يمكن استخدام التقنية في تحليل مستوى انتباه السائق أثناء القيادة لمعرفة مسببات الحوادث. أما في المجال الطبي فقد استخدمت تقنية تعقب العين في قراءة الأشعة ومعرفة كيف ينظر الطبيب المتخصص في الأشعة مقارنة بالطبيب المبتدئ. وفي مجال تصميم الألعاب، تستخدم التقنية لمعرفة كيف يتفاعل اللاعب مع اللعبة ومدى انغماسه في بيئة اللعبة نفسها. - تعقب العين لمواقع الويب يمكن استخدام تقنية تعقب العين في مجال تطوير وتصميم مواقع الويب. فالتقنية قادرة على تحليل الزوايا بين حركة العين أو المسافة بين نقطتين لثبات العين للكشف عن الكثير من المعلومات حول تفكير المستخدم في الوقت الذي يتفاعل به مع صفحة الويب أو واجهة المستخدم. فتقنية تعقب العين توفر مجموعة فاعلة من الأدوات التي تمكن من تحديد المناطق المهمة في صفحة الويب، وذلك لمساعدة المطور في فهم تفاعل الفئات المستهدفة مع الموقع وقياس مدى جذب تصميم الموقع لانتباه الزوار. فالمعلومات التي توفرها هذه التقنية عن موقع ما تتضمن: • بيان انتباه أو عدم انتباه المستخدم للإعلانات في الموقع. • بيان المناطق البارزة في الموقع والتي شدت انتباه الزوار. • ترتيب قراءة المعلومات في صفحة الموقع. - محدودية تقنية تعقب العين: تقنية تعقب حركة العين مثلها مثل أي تقنية لها حدود في عملها والنتائج التي تفضي إليها. فالتقنية نفسها غير قادرة على تسجيل الرؤية المحيطية، والذي يشكل 98 ٪ من مجالنا البصري، وهذه المعلومة مهمة لأننا نستخدم الرؤية المحيطية في اختيار المكان الذي يقع عليه تركيزنا. كما أن تقنية تعقب العين لا تقيس مدى فهمنا أو اهتمامنا بالمنطقة التي ركزنا النظر عليها مما يقودنا إلى استخدام وسائل أخرى لفهم سبب التركيز أو النظر في مناطق معينة من الأجسام. وأخيرا فإن التقنية نفسها مكلفة ماديا، وقد لا تناسب مجالات بحثية معينة.