أعرف جيدا (ملكة) الأمير سلطان بن فهد، إنسانيا، وتسامحيا، وصفاء قلب. وشخصيا كنت أحظى باتصالاته (الحوارية) تعقيبا على بعض مقالاتي النقدية، سعدت بها جميعها، بما فيها آخر مكالمة قبل أن أترك (الشرق الأوسط) بنحو أسبوعين، وكانت مختلفة عن جميع سابقاتها، فيها مافيها من الشد والجذب، وتقبلتها ممن أحسبه (أبا). هذه المشاعر (الأبوية) تجسدت (مليون) في المائة حينما حظيت بشرف مقابلته مع الزميل العزيز طلال آل الشيخ النائب الأول لرئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية الأربعاء الماضي، بمناسبة منحي (وسام) الاتحاد العربي، وتزكية طلال في منصبه أربع سنوات أخرى. استقبلنا بابتسامته المشرقة التي لم تفارق محياه وهو يتحدث أو يسمع لنا، أحسسنا بأنه لايريد أن نترك مجلسه الوثير حباً وكرماً وحناناً، وودعنا مداعبا .. وبأمنيات صادقة مخلصة. ألخص كلماته بأنها (وسام) خاص جدا زغرد لها قلبي، وانتشى بها عقلي، وهو أغلى وسام أتوج به مشوار ال 21 عاما في المجال الإعلامي، ابتداء من الصحافة الورقية ومرورا بالظهور الفضائي واستمرارا بالصحافة الإلكترونية، كرئيس تحرير ومشارك في تأسيس صحيفة (قووول أون لاين) Gooolonline.com التي في شهرها الثالث. تشربت المهنة منذ 1988م وبدأت المشوار بإنجاز كبير في اسكتلندا موفدا من (الرياضية) التي عملت بها ثماني سنوات وحينها عاد الأخضر الناشىء بكأس العالم، وكانت الفرصة مواتية للاحتكاك بعمالقة في الصحافة العالمية أعمارهم (50) و(55) عاما. ولن أسرد كل شيء، ولكنني أكتفي بتغطية كأس العالم أربع مرات 1994، و1998، و2002، و2006، و(كونجرس) الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، ومناشط عديدة للاتحاد الدولي، فضلا عن العربية والآسيوية والخليجية. عملت بجريدة (الرياض) ستة أشهر قياديا بالتناوب 1996، ثم رئيسا للقسم الرياضي في (الاقتصادية) ثماني سنوات ومدير تحرير الرياضة في (الشرق الأوسط) أربع سنوات. وحظيت بثقة ودعم كبار المسؤولين في مختلف هذه المؤسسات الإعلامية الرائدة. (الوسام) العربي أهديه لوالدتي – حفظها الله - ولزوجتي وأبنائي، وأخواني وشقيقتي، أما وسام (سلطان) فأهديه لرفاق المهنة، شاكراً من اهتم بالخبر حبا وتقديرا لإنجاز باسم الإعلام السعودي، وبما يعزز مكانته، أما الفئة الثانية (ممن أحب)، فأهديهم إياه (معاتباً) لعدم استثمار فرصة ممتازة للإعلام السعودي. ويحز في النفس أن يتحقق إنجاز آخر بتزكية الزميل طلال آل الشيخ (نائبا أول لرئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية)، ويكون الاحتفاء بهذين الإنجازين من نصف الصحف، في حين يجب دعم كل من يحقق إنجازا للإعلام السعودي. قد نختلف حول شخص ما لكن من واجبنا أن نثبت قيمة إعلامنا، وهنا أتحدث عن زملاء (كبار) وعلى قدر كبير من الوعي والإخلاص للمهنة، هؤلاء هم من (نشره) عليهم. ولأننا نتطلع إلى استقلالية أكثر، ولأن الصحافة الرياضية تختلف عن باقي المجالات، فقد آن للقياديين أن يتحركوا ليكون لهم رابطة أو اتحاد أو جمعية. وشخصيا فرحت كثيرا بما دار في اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد العربي بتصويت 13 إلى (ثلاثة) بأن تكون الجمعية العمومية هي المرجعية، مثلما في الاتحاد الدولي. وفي هذا المقام أحيي الأخ محمد جميل عبد القادر رئيس الاتحاد الذي بجهده وحرصه وتفانيه كسب المعارضين قبل المؤيدين. وقدم في الاجتماع نسخة من كتيب يحكي مسيرة وأعمال ونشاط الاتحاد في أربع سنوات (رئيسا): دورات، وندوات، في مختلف الألعاب ولمختلف التخصصات أقيمت في 14 دولة عربية، كما أنه تسلم الاتحاد مديونا، والآن في خزانته فائض. شكراً للجميع.