كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن نشاطات العلاقات العامة في الشركات الكبرى والمصانع كذلك تعددت الشركات العاملة المتخصصة في أنشطة العلاقات العامة والإعلام. إن البعض قد يفسر العلاقات العامة على أنها مجموعة أشخاص يقومون بإنهاء وتتبع الإجراءات الحكومية والبعض الآخر يفسرها على أنها علاقة مع الصحفيين والوسائل الإعلامية وكيفية نشر الخبر الصحفي، وآخرون يفسرونها على أنها مختصة بالاحتفالات والمهرجانات والمؤتمرات الصحفية وحفلات التدشين. إن فرضنا جدلاً أن هذه التعريفات جزء من هوية العلاقات العامة لكن ماهو تعريف العلاقات العامة الفعلي؟ في الحقيقة حتى الآن لم يضع تفسيرا واضحاً لهوية العلاقات العامة , فأصبحت مثارا للجدل , واستبيحت بشتى التعريفات بل وأصبحت مهنة من لامهنة له , فمسؤول العلاقات العامة يجب أن يكون أكاديمياً أولاً في الإعلام والعلاقات العامة , ولعل من أجمل التعريفات التي حظي بها مسمى العلاقات العامة هو فن التواصل مع الآخرين من خلال ايجاد مفاتيح اتصال تقوم بتوصيل رسالة تخدم المنشأة مع مراعاة مقتضى الحالة الراهنة على عدة أصعدة منها الإعلامي والاقتصادي والاجتماعي وغير ذلك كثير من المحاور والتحديات التي تواجه شخصيات العلاقات العامة , بعد ذلك ينطوي تحت مسمى العلاقات العامة العديد من المهام المذكورة آنفا كالعلاقات الإعلامية وإدارة الفعاليات والمؤتمرات الصحفية وعلى وجه الخصوص الكادر الإعلامي , فشركة العلاقات العامة التى لاتمتلك كادرا اعلامياً مدرباً وأكاديمياً على قدر من القدرة الإعلامية تعتبر ضعيفة نوعا ما , والكادر الإعلامي يجب أن يكون احترافياً ومهنياً في صياغة الخبر وقراءة مابين السطور والتعامل مع الوسائل الإعلامية المختلفة بقدر من الانتقائية العالية. ولعل المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر والأردن ومصر ولبنان وسوريا , من الدول الرائدة في قطاع العلاقات العامة التي حققت تقدماً ملحوظاً , حيث كان للسعودية نصيب الأسد في هذا التطور والريادة، أما عن النساء وعملهن في هذا القطاع فعلى الصعيد المحلي بالرغم من النشاطات النسائية المتكررة , الا أنه لا أعتقد أن هناك من أثبتت رؤية حقيقة فعالة في أطر العلاقات العامة واعتمدت معظمهن على مفهوم الاحتفالات وكتابة الخبر الصحفي وهو ما أثر في تطور الجانب النسائي في مفهوم العلاقات العامة , أما من ناحية الرجال فقد تقدموا بشكل ملحوظ ومبدع في هذا المجال حيث أصبحت لديهم رؤية شمولية بعيدة المدى تفيد المنشأة أو الجهة المهتمة بتوصيل رسالتها بشكل فعال ونافع. والعلاقات العامة متطورة بشكل متناسب طردياً مع التطور التقني الإعلامي والتطور الإلكتروني في وسائل الاتصال , إضافة إلى تأثرها بشكل كبير بالجانب الاقتصادي فتزامناً مع الأزمة العالمية هبط مستوى الاستثمار في العلاقات العامة بشكل مؤسف مما أدى إلى خروج العديد من شركات العلاقات العامة من الوسط إضافة إلى إغلاق العديد من أقسام العلاقات العامة في الشركات بذريعة تكاليف عبئوية على عاتق الوضع المالي لكن لو كان هناك رؤية أبعد لوجدنا أن العلاقات العامة هي مصدر غير مباشر بعيد المدى لزيادة الدخل والناتج المحلي للمنشأة، وفي هذا الوضع أبحاث عديدة ومفاهيم عدة في العلاقة المتوازية مع الجانب التسويقي والإعلاني.