بالأمس أبدع العالمي.. وأمام من؟ أمام فارس القرن الآسيوي المتصدر، صال وجال وفاز فوزا كان جديراً به، وحقق النقاط السمان بعد سنوات عجاف، واستحق أن يبارك الجميع له بالنصر، فقد حقق ماعجز عنه غيره، وأوقف تقدم الزعيم، ثم ألحق به العميد فألف مبروك لكم (يا نصر أبوخالد). ورغم هلاليتي فإني لا أحب العنصرية والتعصب، فقد حاولت التبرع ببعض دمي فرفضت بنوك الدم لسببين أولهما تقدمي في السن، والثاني وهو الأهم أنهم وجدوا دمي أزرقَ لايصلح إلى للفصيلة الزرقاء. لقد كان الهلال في أسوأ حالاته أمام النصر، كانوا جميعاً وقلوبهم شتى، وعتبي ليس إلا على التصريحات التي تسبق اللقاء..وهذا ما حدث وسبقت للإشارة إليه في مقالة سابقة عن أحد عناصر الاتحاد.. حيث عبر عن ضمانته للفوز على الهلال، أقوال لم تقابلها أفعال في ذلك الوقت.. فكانت الطامة الكبرى. لقد قرأت في إحدى الصحف نقلا عن ياسر عندما استفزه أحد بقوله: هل تعتقد أنكم ستلحقون النصر بالاتحاد بخماسية إن واتتكم الفرصة، وكان جواب ياسر بالإيجاب إن...، فاقول نعيب زماننا والعيب فينا... وما لزماننا عيب سوانا، فكيف بالأمس أنقد اتحادياً وهذا الفتى من دمي الأزرق.. ولايمكنني إلا التسليم بأن الثقة الزائدة تودي إلى مواطن التهلكة، ألا يعلم أن المجنونة مستديرة، وأنها تدور لتسقي مرارة الهزيمة بعد تذوق حلاوة الانتصار (وكم من كلمة قالت لصاحبها دعني). على كل حال لكل جواد كبوة، والأصيل يقوم من عثرته بسرعة، ولعل الهلاليين أفاقوا أمام قلعة الكؤوس وحصدوا نقاطا ثمينة من فم الأسد، وأقول لهم الحذر ثم الحذر فكل نقطة تفقدونها تؤخركم وتلحق بكم الليث الذي لايفتأ مطارداً لكم، ولكل مجتهد نصيب. أشكر السادة القراء على احتمال مقالاتي القديمة من رجل عتيق في السن غيرته على هلاله عركتها السنين، بل غيرته على كل أندية الوطن، فكلهم إخوة خارج الملعب والتنافس الشريف دلالة على تقدم الفهم الرياضي. وأخيراً أقول للهلاليين ما قاله الشاعر بعد نصحه لقبيلته وخالفوه ولكنه تبعهم ولم يخالفهم فهو منهم وهم منه، وذلك هو حالي مع الهلال: أمرتهم أمري بمنعرج اللوى فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد وهل أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد وأقصد بها الهلال بدلاً من غزية.. والله من وراء القصد صلاح بن سعيد الزهراني - الرياض