يمثل الاهتمام بالمظهرالخارجي جزءاً مهماً في شخصية المرء فهو قد يعكس بعض من صفات تلك الشخصية، فيسعى من خلال مظهره الخارجي الى الظهور بأبهى حلة وزينة . ورغم أن البعض يرى أن ذلك من الزينة أو "البرستيج " والظهور بالشكل الحسن طالما أنها لم تخدش الحياء أوتسيء الى الرجولة أو أن تصل الى حد المبالغة إلا أن البعض الآخر يرى أنها مشكلة لدى بعض الشباب وحب للمظاهر ولفت للانتباه ومنافسة للفتيات عبر انفاق الاموال على "الشياكة" فتراه يعطي من وقته وماله الكثير للاعتناء بشعره وبشرته عبر شراء الكريمات والزيوت ووضع الاقنعة الواقية والصبغات، كذلك الحرص على اقتناء الماركات العالمية للملابس والنظارات الشمسية والمحافظ الشخصية والاهتمام بمنظر السيارة والكثير من الكماليات ، ويجزمون بأن من يقوم بتلك المظاهر هم أشخاص" فارغون " !! المظهر انعكاس للشخصية " الرياض" استطلعت بعض الآراء حول هذا الامر حيث تحدث عبدالعزيز الدريس بقوله " لاشك أن الاهتمام بالمظهر الخارجي امر مهم فهو برأيي يمثل شخصية الشاب ، لكن لابد ان يكون هذا الاهتمام في اطار العادات والتقاليد وبما لايخدش الحياء وبقدر استطاعة الشخص مشيرا الى ان كثيراً من الشباب قد انجرفوا خلف بعض العادات الدخيلة على المجتمع بحجة الاهتمام بالمظهر والموضة كقصات الشعر ولبس بعض البناطيل وغيرها من الملابس التي لا يقال عنها إلا بأنها تخدش رجولة الشاب . وأشار الدريس الى وجود كثير من الشباب ممن اعماه اهتمامه بمظهره عن اهتمامه بأخلاقه وسلوكه ظناً منهم بأن مظهرهم فقط كفيل بأن يصنع لهم شخصية وهيبة في المجتمع ، كما تأسف الى حال بعض الشباب ممن يقضون الساعات في محلات الحلاقة بشكل مستمر ودائم من اجل حلاقة الشعر او الذقن ومايعقبها من تجميل للوجه عبر وضع البخار والصبغ ووضع الاقنعة وغيرها فليس بمنطقي أن يفعل ذلك في كل زيارة لصالون الحلاقة . ولا يرى الدريس اي مانع في ان يحرص الشاب على الاهتمام بالموضة واقتناء الماركات على ألا تكون شغله الشاغل لأنه بذلك سيصبح منافسا للفتيات، مؤكداً على ان الشخص يجب ان يهتم بالمعقول ويكون وفق امكاناته المادية ووضعه الاجتماعي والوظيفي مبيناً ان هنالك شباباً ينفقون شهريا على مظهرهم وسياراتهم اكثرمن دخلهم . الوسطية مطلوبة اما وليد الغملاس فيرى ان الوسطية في المظهر امر مطلوب فالشاب افعاله هي سمته وهي دليل رجولته ويقول هذا لايعني بكل تأكيد ألا يكون هنالك اهتمام وعناية بالمظهر . وأضاف مانراه من بعض الشباب وللاسف امر مخجل فبدل ان يهتم بمستقبله مثلا او تطوير ذاته والارتقاء بنفسه تراه يهتم بسيارته ونظافتها ويعتني بها لدرجة مهولة والحال ينطبق على اهتمامه بملابسه وكيف يرتديها وماهي نوعيتها مشيرا الى أن بعضهم اصبح وللاسف اسيرا للاسواق ومتابعة مستجدات الازياء والكماليات فلكل ملبس ساعة او قلم لايمكن له ان يلبسها مع غيرها والحال ينطبق على الحذاء كذلك . كما تطرق وليد خلال حديثه لأمر يعتبره هاما حيث قال إن الامر تجاوز الاهتمام بالمظهر ووصل الى تغير السلوك لدى الشباب وهو في ظني بسبب المبالغة في ذلك الاهتمام حيث اصبح الشاب يتخلى بطريقة غير مباشرة عن رجولته وخشونته فتجده في حديثه واسلوبه أقرب الى الفتيات في اسلوبهن . وتمنى الغملاس بأن يلتفت هؤلاء الى فئة من الشباب لم تمكنهم ظروفهم المادية من الحصول على ابرز احتياجاتهم وما يعينهم على الخروج بمظهر لائق . الرجولة تصرف كما التقت " الرياض " بالدكتور احمد الحريري المعالج النفسي والباحث في الشؤون النفسية والاجتماعية حيث قال إن الاهتمام بالمظهر الخارجي والمضمون الجوهري خلق إسلامي وسلوك حميد من وجهة نظري ويعبر عن درجة من الصحة النفسية الجيدة التي يتمتع بها الشخص فالله جميل يحب الجمال والشخص السوي هو الذي يبدو دائماً متأنقاً نظيفاً يفوح طيباً شكلاً ومضموناً بدون مبالغة ولا إفراط . واضاف الدكتور الحريري بقوله: لا أستغرب من بعض الأشخاص الذين تراهم مهملين لأنفسهم غير مبالين بأشكالهم فمنهم من يظن ذلك من الزهد ومنهم من يظن ذلك من الخشونة والرجولة وفي اعتقادي الشكل لا يعني الزهد ولا يعني الخشونة والرجولة إنما تعنيها التصرفات وردود الأفعال الايجابية والمسؤولة , وفي المقابل فإن كثيرا من المرضى الذهانيين هم من يهملون أنفسهم إلى درجة أنهم لا يستحمون ولا يغيرون ملابسهم بالأشهر وقد تراهم هائمين تائهين في الشوارع يمشون على أقدام حافية وبثياب بالية لما يعانونه من اضطرابات نفسية وعقلية , وفي المقابل فإن المبالغة في التأنق وشراء الملابس والإفراط في التزين لا ينم عن شخصية طبيعية تماماً فقد يكون ذلك ضرباً من ضروب الهوس أوشكلاً من أشكال اضطرابات الشخصية النرجسية العاشقة لذاتها أوالمكابرة التي تشعر بالعظمة. فضلاً على أن المبالغة في الاهتمام بالمظهر الخارجي قد يدل على اختلال في الثقة بالنفس وشعور بالنقص يعتقد صاحبه انه سيعوضه بالملابس باهظة الثمن واللحاق وراء الموضات والماركات على حساب الاحتياجات الأساسية والظروف المادية وقد رأينا جميعاً من ينفق اغلب راتبه الشهري في شراء الكماليات أو التمظهر بالسيارات الباهظة الثمن بينما لا يكاد يملك قوت يومه وهذا بالطبع اختلال فكري وتخلف سلوكي .