المعادن النافعة نكمل إجابة سؤال أم عبد الله عن المعادن النافعة والمهمة والتي يحتاج إليها الإنسان في جميع عملياته الفسيولوجية والتي تكلمنا عنها في العددين السابقين؟ / الصوديوم (Na) أو ملح الطعام (كالوريد الصوديوم) من المعادن المهمة والمكملات المهمة يحتاج الإنسان منه حوالي اثنين جرام تقريباً إلا أن زيادة تناول الصوديوم يؤدي إلى الإخلال بتوازن البوتاسيوم (K) في الجسم حيث يؤدي إلى احتباس السوائل فيه والزيادة في تناول معدن الصوديوم تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم والزيادة الكبيرة تؤدي إلى الوفاة. والصوديوم ضروري لتعويض السوائل المفقودة نتيجة الإسهال والتقيؤ المستمرين وهو كذلك ضروري للحفاظ على توازن الماء في الجسم أي أن سوائل الجسم تكون غير حامضية أو قلوية ويسهل على الجسم امتصاص الصوديوم من المشروبات الغذائية والأطعمة. إن فرط استهلاك البوتاسيوم (K) يؤدي إلى إثباط امتصاص الصوديوم. وللصوديوم فوائد علاجية فهو يضاف إلى الأشربة حتى يساعد على سرعة امتصاص الماء والتي يفقدها الرياضيون أثناء القيام بالتمارين البدينة وخاصة الشاقة منها، وفي حالات الإسهال والتقيؤ المستمرين لفترات طويلة يجب تناول السوائل المحتوية على أملاح تعويضية مثل الصوديوم البوتاسيوم وأثناء التقلص العضلي والشد تحتاج العضلات إلى نسبة من أملاح الصوديوم. يضاف الصوديوم إلى قطرات العين لتستخدم هذه القطرات عند الحاجة. عند الأعمال البدينة الشاقة والتي تؤدي إلى الإنهاك الجسمي وخاصة أثناء درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف أثناء التعرق أو التمارين الرياضية نحتاج إلى أقراص من ملح الطعام مع الماء لتعويض مستويات السوائل في الجسم والتي تؤدي إلى الجفاف ومن أعراضها فقدان الشهية انخفاض ضغط الدم وجفاف الجلد والجسم والتعب والإنهاك الجسمي الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة، ضعف التركيز الغثيان المصاحب بالتقيؤ وقد يصاحب بالصداع والتقلصات العضلية. ومن الأغذية المحتوية على الصوديوم مثل الجبن، بعض المنتوجات البحرية والديوك الرومية والكبد واللبن والزبدة. السلينيوم Se احد المعادن المهمة لرفع جهاز المناعة وهو معدن مضاد للأكسدة ويخفف من أضرار الإصابة بالسرطان، يقي خلايا الجسم من خطورة الجذور الحرة والتي لها تأثير ضار على القلب. والسيلينيوم له دور في إنتاج الحيوانات المنوية والمحافظة عليها وكذلك على غدة البروستات ويحتاج جسم الإنسان حوالي 100 ماكرو جرام يومياً ويمكن الحصول عليها من بعض المكسرات والأغذية وأهمها الزبيب والخبز مع النخالة وبعض المنتجات البحرية مثل التونة وتساعد فيتامينات (A-أ)،(C-ج)، (E-ه) على امتصاص السيلينيوم لجسم الإنسان ويجب تجنب المستويات التركيزية العالية من السيلينيوم لأنه يؤدي إلى التسمم المعدني، ويوجد بعض الآبار الارتوازية والتي تحوي المياه فيها إلى نسبة عالية من السيلينيوم والذي يؤدي شربة أو استعماله في الطبخ اليومي ولفترات طويلة إلى التسمم بمعدن السيلينيوم والجرعة العالية من السيلينيوم حوالي 7-3 مليجرام، والجرعات ذات التركيز العالي من السيلينيوم تؤدي إلى جفاف، وتساقط الشعر، أنفاس ذات رائحة كريهة يصعب تقبلها. أما نقص السيلينيوم فيؤدي إلى ظهور علامات الشيخوخة المبكرة، زيادة في قشرة الرأس، ضعف خصوبة الرجال مع تردي لصحة البروستات، ضعف المناعة وتكرار العدوى، زيادة في حب الشاب. المنجنيز Mn أن معدن المنجنيز مهم لتحفيز بعض الأنزيمات وهو أساسي لتكوين البعض الآخر وهو مهم في تكوين الهرمونات الجنسية وعمل أعصاب الجسم حيث له دور في تخفيف نوبات الصرع وله دور في تكوين الهيكل العظمي والاستفادة من بروتينات الأطعمة وتكوين هرمونات الغدة الدرقية ومهم في المحافظة على مستوى تركيز السكر في الدم والتئام الجروح وشفائها وتقوية العظام ورفع كفاءة الجهاز المناعي. يحتاج جسم الإنسان حوالي 2.0-1.5 مليجرام يومياً من المنجنيز، أما الجرعات العلاجية فهي حوالي 10.0 مليجرام لفترات محدودة. والجرعات السمية للمنجنيز تكاد تكون معدومة لعدم امتصاصه بكميات زائدة. نقص المنجنيز يؤدي إلى ارتعاش العضلات مع آلام المفاصل، ضعف في التوازن مع ضعف الذاكرة، قد يحدث طفحات جلدية. ويتواجد المنجنيز في بعض المكسرات مثل البندق واللوز وجوز الهند وفول الصويا والحمص والأرز البني وبعض أنواع الشاهي. ويساعد فيتامين C, K, E, B1 على امتصاص المنجنيز. أما الكالسيوم والفسفور فيؤديان إلى إنقاص امتصاص المنجنيز ويؤدي تناول المضادات الحيوية مثل اموكساسلين إلى إنقاص مستوى المنجنيز في الجسم.