تظل عملية التواصل فيما بين المدرسة والمنزل، بل والتواصل المستمر على مدار العام الدراسي، ضرورة لا يمكن تجاهلها إذا ما نشدنا الارتقاء بالعملية التربوية والتعليمية، فكلاهما مكمل للآخر ولا منأى لأحدهما عن الآخر لتظهر أدوارهما بصورة فاعلة. من هذا المنطلق، كنا دائماً وفيما مضى نسمع عن أهمية هذا الدور، ويتكرر نداء المدرسة لأولياء أمور الطلبة والطالبات ودعوتهم للزيارة والسؤال عن أبنائهم والتعاون في سبيل الرفع من كفاءة هذا التلميذ أو تلك التلميذة، وفي الوقت الحاضر ونظراً لارتفاع مستوى الوعي التربوي لدى أولياء الأمور وحرصهم على متابعة أبنائهم، لم نعد نسمع هذه الدعوات، بل أصبحنا نجد من ينادي بالتقليل من هذه الزيارات وعدم الدخول لفصل التلميذ أو مرافقته داخل المدرسة. وأولياء الأمور إذا يقدرون هذا الجهد في سبيل تنظيم هذه الزيارات ودورها الهام، إلاّ أنه وفي حقيقة الأمر - وأنا أحد أولياء الأمور - لا نجد أي تنظيم لهذه العلاقة ولا يوجد أي تهيئة لمن رغب من أولياء الأمور الذهاب للمدرسة والاطلاع على سير ابنه الدراسي، فلا نعلم أنذهب لمدير المدرسة أم وكيلها أم للمشرف الطلابي.. ثم إذا ذهبت لأحدهم ما هي الآلية التي ترتب لقاء ولي أمر الطالب بمعلم الطالب، وهل هناك مكتب محدد لذلك؟! وقد يقول قائل: هناك مجلس للآباء وقد يؤدي الهدف من لقاء الآباء بالمعلمين، ولكن بكل أسف فإن هذا المجلس لا ينعقد سوى مرة واحدة في الفصل الدراسي وقد لا ينعقد في الوقت الذي تقتضي الضرورة تذليل العقبات لإعداد أجيال المستقبل بالشكل الصحيح. فإلى كل مسؤول عن أبنائنا وإلى كل مهتم بهذا الشأن، أقول إنه لمن اللازم تحديد آلية معروفة لزيارة الآباء لمدارس الأبناء، وتحديد المسؤول عن استقبال الزائرين وان يكون ذلك بأحسن وأرقى الأساليب حتى نعمق هذا المفهوم ونحث عليه، ثم لابد من وضع آلية تمكن الأب من لقاء المدرس والاطلاع عن قرب وبكل أريحية عن مستوى الطالب الدراسي ومتابعة كل ما يستجد في كيفية استيعابه لكل شأن من شؤون العملية التعليمية حتى ولو تطلب الأمر التنسيق المسبق واشعار الآباء بضرورة ابلاغ المدرسة بموعد الزيارة قبل ذلك بيوم أو يومين. أيضاً من المناسب دراسة مدى إمكانية وجدوى زيارة المعلم لمنزل التلميذ والالتقاء بأسرته من خلال آلية معينة، ونعلم مدى دور هذه الجزئية في خلق أجواء من المودة والتواصل فيما بين المدرسة والمنزل وهي ما تعود في النهاية بالايجابية على التحصيل الدراسي للطالب. إن إعداد جيل المستقبل يستحق منا الكثير من الجهد والتأمل والبحث والاستقصاء لمد جسور التعاون والمتابعة فيما بين المنزل والمدرسة، ولا أخال إلاّ ان مثل هذه الركائز لن تغيب عن مصنع الأجيال «وزارة التربية والتعليم» والتي يقود دفتها وزيرها المحبوب الأمير فيصل بن عبدالله.