هذه اللقطات البديعة المدهشة التي تومض بأضواء خضراء اللون عجيبة المظهر ومهيبة المنظر، والمأخوذة من الفضاء، تكشف النقاب عن جمال الأنوار في القطبين الشمالي والجنوبي. لقد كانت الأمواج المضيئة باللونين الأخضر والأحمر واضحة كل الوضوح من مسافة أميال خارج الغلاف الجوي للكرة الأرضية فوق المنطقتين القطبيتين. وقد استخدم رواد الفضاء كاميرات لأخذ اللقطات من مسافات بعيدة بأفلام مقاس 35 مليمترا لالتقاط هذه الصور الفريدة من المدار حول الكوكب الأرضي. تشكل شعاع هذا المنظر من تفاعل الحقل المغناطيسي للأرض مع الرياح الشمسية. أما الجزيئات المشحونة من مجال النشاط المغناطيسي والتي يتمثل أغلبها في الالكترونات مع وجود بروتونات كذلك بالإضافة إلى جزيئات أثقل وزناً، فهي تتصادم مع الذرات والجسيمات الصغيرة من الغلاف الجوي العلوي / طبقات الجو العليا على ارتفاع يزيد على 50 ميلاً مما يؤدي إلى تشكيل تلك الأضواء الفريدة. أيضاً، تؤدي تلك الاصطدامات إلى "استثارة" الالكترونات لتحدث قفزات كمية تتحول فيها طاقتها إلى ضوء منظور. وتتخذ معظم تلك الأضواء اللونين الأخضر والأحمر المكونين من الأوكسجين الذري فيما يمكن أن يؤدي النيتروجين إلى تكوين اللون الوردي والأزرق أو البنفسجي. أما الهليوم فهو ينتج لوناً أرجوانياً بينما يؤدي النيون إلى إحداث الوهج البرتقالي النادر. وأما مستوى نشاط الرياح الشمسية الصادرة من الشمس فإن من شأنه أيضاً التأثير على الأضواء لوناً وكثافةً. ويحدث هذا الشفق القطبي الشمالي في أغلب الأحيان خلال الفترة من سبتمبر إلى أكتوبر ومن مارس إلى إبريل ولا يمكن رؤيته إلا من النصف الشمالي للكرة الأرضية. أما نظيره في النصف الجنوبي للكرة الأرضية فهو لا يرى إلا من مستويات بالغة الارتفاع في أنتاركتيكا (المنطقة القطبية) أو أمريكا الجنوبية أو أستراليا وآسيا. ويندر تصوير الأنوار من فوق وهي الأنوار التي كانت مصدر إلهام لكتب وأفلام من قبيل الأضواء الشمالية "نورثرن لايتس" من تأليف فيليب بولمان والفيلم السينمائي "فريكونسي". هنالك أنوار شفق يمكن ملاحظتها عبر التلسكوب الفضائي "هابل" على كل من كوكبي المشتري وساتورن اللذين لديهما حقل مغنطيسي أقوى من المجال المغناطيسي للأرض. وشوهدت تلك الأنوار وتم رصدها أيضاً على كوكبي أورانوس ونبتون.