لا تكف قطرات الهتان عن ملامسة شجيرات الورد الخضراء والتي تنتشر بكثافة على المرتفعات الجبلية بغرب وجنوبالطائف، ووسط أجواء باردة يستعد المزارعون للحفاظ على زهاء شجيرات الورد والاعتناء بها لأنها ستعود عليهم خلال موسم القطاف بربح وفير، وتشتهر قرى الطائف الزراعية والتي تقع غالبيتها بالمرتفعات بزراعة الورد الذي يدخل في صناعة العطور المحلية والعالمية، وتنتج هذه المزارع في مناطق الهدا والشفا وقرى جنوبالطائف والسيل والحوية أكثر من 200 مليون وردة تتحول بدورها الى عطور طبيعية بعد اخضاعها لعمليات تقطير تقليدية دقيقة، وتعتمد زراعة الورد بشكل مباشر على الأمطار، حيث ترتفع معدلات الإنتاج في المواسم المطيرة ويصبح هناك فائض في السوق بينما في مواسم الجفاف يتذبذب الانتاج مما يؤثر على حجم العرض والطلب ويؤثر بالتالي على اسعار هذا المنتج. وقد ساهمت موجة الصقيع خلال العامين الماضيين في اتلاف جزء كبير من محصول الورد الطائفي ويخشى المزارعون من معاودة مثل هذه الموجة خلال موسم العام الحالي، حيث تكتنف المرتفعات أجواء باردة ويغطي الضباب الكثيف القمم الجبلية باستمرار طوال فصل الشتاء، كما أن الامطار الاخيرة اصطحبت بزخات كثيفة من البرد، وعلى الرغم من تغطية طبقات من الثلوج القاسية للأسطح الزجاجية والمعدنية بالفنادق وحتى المركبات ومنازل القرويين بالهدا والشفا صباح كل يوم إلا أن التوقعات الزراعية مازالت تشير الى موسم جيد خلال العام الحالي. أمطار وموسم قطاف وقد شهدت الطائف خلال الاشهر الماضية هطول امطار متفرقة مما سينعكس على موسم القطاف المقبل ، ويؤكد المزارعون أن ورد الجوري الشامي أكبر حجما وأكثر جمالا من الطائفي، لكن رائحته ليست بالقوة التي تميز ورد الطائف، وعادة ما تبدأ فترة زراعة شتلات الورد الجديدة مع حلول برج (الطرف) وتحظى أشجار الورد المنتجة بعناية خاصة وتشذيب متواصل مع توفير دائم للماء والسماد حتى موسم الحصاد الذي يبدأ عادة في شهر أبريل (نيسان) ويستمر حتى نهاية مايو (آيار) من كل عام. ويحرص المزارعون على تشذيب الشجيرات لتحفيز الشجرة على إنتاج أكبر قدر ممكن من الورود خاصة وان المخضرمين في مجال زراعة الورد يعرفون أسرار هذه الشجيرة والتي باتت تجد توسعاً كبيراً في زراعتها خلال السنوات الاخيرة في ظل ما يجده مزارعو الورد من دعم واهتمام على مختلف الاصعدة بالاضافة الى تشجيع مستمر من الهيئة العامة للسياحة والآثار والتي تعمل على تنمية وتطوير هذا القطاع والذي يعكس عراقة هذه المدينة السياحية في زراعة هذا المنتج المميز. أسعار جيدة ويبيع المزارعون كل ألف وردة بخمسين ريالا سعوديا لمعامل التقطير التي تنتشر بالمراكز الزراعية. وتنتج كل شجرة نحو 250 وردة يوميا طوال موسم الحصاد الذي يستمر قرابة 45 يوماً، وهناك عائلات معروفة اقترن اسمها بانتاج ماء ودهن الورد العطري وتملك معامل تقطير متخصصة ويتم توزيع منتجات الورد على السوق المحلية وتصدير الفائض الى الخارج، بينما يتوسع الاستهلاك المحلي من ماء الورد ودهن الورد بشكل متواصل عاماً بعد آخر مما يجعل معامل الورد تسجل حجوزات مبكرة للطلبيات قبل حلول الموسم. ومع اقتراب موسم جني الورد الطائفي شرعت لجنة المهرجانات المنبثقة عن مجلس التنمية السياحية بمحافظة الطائف في الاعداد لمهرجان الورد الطائفي للعام الحالي، وعقدت اللجنة اجتماعها برئاسة نايف بن عبدالله العدواني رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بالطائف رئيس لجنة المهرجانات وبحضور ممثلين سجاد ضخم من الزهور والورود بمهرجان الورد الطائفي الماضي للقطاعين العام والخاص وجهاز التنمية السياحية والآثار لاختيار منظم المهرجان والتوقيت المناسب لاطلاق هذه الفعالية السياحية بالتزامن مع موسم القطاف، وخطة العمل للمرحلة المقبلة بما يضمن إخراج هذه المناسبة بالشكل الذي يليق بهذه المدينة التي اشتهرت بزراعة الورد منذ القدم. مهرجان جاذب وأكد العدواني أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تدعم هذا المهرجان والذي أصبح خلال السنوات الأخيرة من المهرجانات الجاذبة للزوار والسائحين من مختلف مناطق المملكة علاوة على أن زراعة الورد واستخراج مكوناته العطرية بطريقة التقطير التقليدية ساهم في توفير المزيد من فرص العمل للشباب مشيراً الى قيام الهيئة وبتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار اقامت العديد من الدورات التدريبية لزراعة وتقطير ماء ودهن الورد مما ساعد على التوسع في هذا النشاط والذي يدعم التنمية الزراعية في القرى ويحافظ على هذه المهنة العريقة والمتوارثة، وتمنى أن يكون موسم قطاف الورد للعام الحالي أفضل من المواسم الماضية في ظل الظروف المناخية الملائمة. وأبان أن القطاع الخاص هو شريك فاعل ومهم في تنفيذ مثل هذه المهرجانات، كما أن مهرجان العام الحالي سيشهد مشاركة كبار منتجي الورد ومشتقاته العطرية بالاضافة الى العديد من معامل التقطير وشركات العطور، وتم خلال الاجتماع الاستماع الى الرؤى والافكار المختلفة التي طرحت من قبل الحضور كما أقر الاجتماع عقد لقاء موسع مع الجهات الحكومية ذات العلاقة لضمان التنسيق المتكامل والمشاركة المميزة في المهرجان، وسيتم الرفع بالتوصيات والقرارات لمجلس التنمية السياحية.. معامل تقليدية لانتاج ماء ودهن الورد بطريقة التبخيروالتقطير احتفالات متميزة ويعتبر مهرجان الورد الطائفي والتي تهتم الهيئة العامة للسياحة والآثار بتنظيمها مناسبة سنوية تجذب السائحين من مختلف مناطق المملكة، بينما يحضرها المهتمون والمختصون وكبار منتجي الورد وشركات العطور ومصانع البخور والدهون الشرقية، بينما يرعاها عادة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ويتم خلالها فرش أكبر سجادة من الوردود والزهورويعرض المزارعون واصحاب المعامل في المهرجان انتاجهم المميز من الورد وماء الورد ودهن الورد وباقي المنتجات مثل الصابون العطري والمنتجات الذي يدخل الورد الطائفي في مكوناتها الرئيسية، ويتوقع مزارعوالورد أن يكون لاهتمام الهيئة والدعم المستمر من سمو أمير المنطقة أثر مباشر في تطوير زراعة الورد الطائفي ونمو انتاجه عاماً بعد آخر في ظل العوائد المجزية لهذا النوع من الزراعة . ورد يانع جاهز للقطاف بأحد مزارع الهدا