توّجت الاحتفالات بالذكرى المئوية لميلاد شاعر تونس الكبير أبو القاسم الشابي (1909-2009) والتي امتدت على مدى سنة كاملة 2009 بإنشاء مكتبة أبي القاسم الشابي بفضاء مؤسسة "بيت الشعر" بقلب مدينة تونس العتيقة. وتشتمل هذه المكتبة على جميع أعمال الشابي المنشورة وجلّ المؤلفات التي صدرت عنه، و فهرس يحوي كل ما كتب عنه من مقالات في الدوريات التونسية والعربية وستكون هذه المكتبة نواة لمكتبة أكبر تضمّ كل ما صدر من مجموعات شعرية ودراسات نقدية وأكاديمية حول الشعر التونسي بالإضافة إلى رصيد مهمّ من الدواوين الصادرة في أقطار عربية أخرى والدراسات التي تناولتها. مدير بيت الشعر المنصف المزغني ذكر في حفل تدشين هذه المكتبة أن الشابي عاش ضمآن لبيت يأوي إليه بحثا عن الهدوء حتى ينفث فيه عاطفته/ عاصفته.. مستشهدا بما كتبه الشابي إلى صديقه الأديب زين العابدين السنوسي في صيف 1932: "تسألني: أين أكتب قصائدي؟ وكأنك لا تعرف أن لا مكان للشاعر غير ذاته... والحقّ أقول لك، أيضا، إنّني أحلم ببيت آمن مريح". ويضيف المزغني "يقول دفتر الوفيات أن الشابي مات وتقول روحه إنّه يعيش معنا في هذا البيت الذي تأسّس في تونس الجميلة غير أن البيت لم يعد مجرّد حجر فقد صار بيتا ركنه من ورق، على الورق حبر، وفي الحبر سرّ، وفي السرّ سحر ، وفي السحر شعر". لقد رحل صاحب "أغاني الحياة " وهو لا يدري بأن الخلق من بعده سيسهر على شعره ويختصم وأن إجماعا بات معقودا عليه وعلى شعره... لكن الشابي كان يعرف من هو وما وزنه وعاش متأكدا من موهبته رغم قصر السفر (1909-1934) فأطلق بمنتهى الثقة على ديوانه اسم "أغاني الحياة". واجهة مكتبة الشابي