طالبت أمس هيئة دفاع عن جزائري عائد من معتقل غوانتنامو العام 2008 ضمن أول دفعة يتم الإفراج عنها بعد قرار البيت الأبيض غلق ما بات يعرف ب " معتقل العار " بإخلاء سبيل " عبد الرحمان هواري" و اسمه الحقيقي حدرباش سفيان ( 30 سنة ) الذي كان من المقرر أن يمثل يوم الأربعاء أمام مجلس قضاء العاصمة الجزائر في إطار المحاكمات التي شرع فيها القضاء الجزائري بالنسبة للجزائريين المفرج عنهم من معتقل غوانتانامو و الذين خضع بعضهم للتحقيق و ما يزال آخرون رهن التحقيق الأمني و القضائي في انتظار إحالتهم على العدالة . و ناشدت هيئة دفاع سفيان حدرباش المنحدر من منطقة القبائل البربرية من المحكمة الإفراج عن موكلها الموجود حاليا بمستشفى الأمراض العقلية " فرانس فانون " المعروف باسم ( جوانفيل ) بمنطقة البليدة ( 50 كلم غرب العاصمة ) . و قال دفاع حدرباش المتهم ب " الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالداخل و الخارج " ل " الرياض " ان طلب الإفراج يستند إلى قوة القانون على اعتبار حدرباش ، بناء على تقارير طبية محلية و أخرى صادرة عن معتقل غوانتانامو نفسه ، يحوزها الدفاع فاقدا لرشده و عقله و أن استحضاره للمثول أمام العدالة هو تعد على المحكمة نفسها. و كشفت المحامية نغزة فتيحة ، التي تشتغل على ملفات كثيرة ذات الصلة بالإرهاب و العائدين من غوانتانامو أن موكلها الذي قضى 6 سنوات بالسجن العسكري الأمريكي بكوبا عقب اعتقاله بباكستان يعاني من إصابة خطيرة على مستوى الرأس بسبب شظية اخترقت دماغه إثر قصف جوي للقوات الأمريكية بكابل بأفغانستان أثناء تواجده بها خلال العام 2001 ما أفقده عقله و جعله لمرات عدة يعتدي على أهله بعد عودته من السجن الأمريكي . و ذكرت المحامية الجزائرية أن شخصين من عائلة حدرباش " الفقيرة جدا " يعانيان من مرض عقلي و أن الأمر " قد يكون وراثيا " . و لم يشفع المرض العقلي الذي يعاني منه سفيان حدرباش بإسقاط التهم المنسوبة إليه ، حيث قررت المحكمة إرجاء البت في القضية إلى حين استحضار المتهم مع تأجيلها للدورة الجنائية المقبلة المقررة بعد 3 أشهر . و هو نفس القرار الذي اتخذ بحق المدعو " مصطفى حمليلي " ( 57 سنة ) و هو من العائدين من غوانتانامو ، الذي مثل أمس أمام المحكمة لكن إدراج ملفه مع ملف " سفيان حدرباش " أدى إلى تأجيل البث في التهم المنسوبة إليه و هي " الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالخارج " و " الانتماء لتنظيم القاعدة " . و يعاني " مصطفى حمليلي " المنحدر من ولاية بشار " 800 كلم إلى الجنوب ) من توعكات صحية خطيرة بدت على ملامحه خلال مثوله أمس أمام القضاء بسبب ظروف اعتقاله السيئة بمعسكر غوانتنامو . وقالت هيئة دفاعه ل " الرياض " أن دعوى قضائية تم رفعها بمساندة من محاميين أمريكيين للسلطات الأمريكية المختصة للمطالبة بتعويض حمليلي عن كل الأضرار الصحية و المعنوية التي لحقت به بعد خروجه في نهاية المطاف مبرأ من كل تهمة . و ينتظر مصطفى حمليلي ، في حال تمت تبرئته مساعدة السلطات الجزائرية له لجلب زوجته الباكستانية و أبنائه الثلاثة الموجودين بباكستان و الذين لم يرهم منذ أكثر من 10 سنوات .