كانت أول صفحة اقتصادية أطالعها وأقرأ بعض مقالاتها وأخبارها هي تلك التي طلب الأستاذ الدكتور في قسم الهندسة الصناعية في جامعة بتسبرج الأمريكية من طلابه وكنت واحداً منهم قراءة مقال فيها عن ما تواجهه المشاريع الصناعية من تحديات خلال فترة عملها في السوق الصناعي وإعداد تقرير عن الأفكار الرئيسية في المقال والتعليق عليها من ضوء ما تم تلقيه من معارف ومعلومات وما تم تعلمه من مهارات؛ وقد كان هذا الواجب بالنسبة لي ولزملائي مزعجاً بعض الشيء ولم نعتد عليه؛ ولم نكن نعلم أن قراءة مثل هذه المقالات توسع مداركنا عن واقع ما يحدث في المنظمات والمشاريع الصناعية من تطورات وتزودنا بكيفية ممارسة مهارات تخصص الهندسة الصناعية للتغلب على تحديات سوق العمل. هذا ولم تكن الفائدة من هذه التجربة مقتصرة على ما ذكر؛ فقد استفدت من هذه التجربة أن الصحف والصفحات الاقتصادية لا تقتصر على ذكر ما يحدث في أسواق المال فقط، وإنما تشمل أخبار الشركات وسرداً لقصص فشل بعض المشاريع ونجاح بعضها الآخر، كما أنها تضع بين يدي القارئ ما يدور وراء الخبر الاقتصادي من خلال تحليل أهم عناصره وتبيان ما يحتوي من معلومات. وكان أعظم ما استفدت من هذه التجربة؛ هو أن الصحف الاقتصادية عادة ما تحتوي على مقالات تتطرق لاقتصاديات عدة مجالات من مجالات الحياة، كاقتصاديات التعليم واقتصاديات الصناعة واقتصاديات الصحة واقتصاديات الخدمات وغيرها بحيث تنقل هذه المقالات للأفراد والمنظمات الأساليب والطرق الضرورية للتعامل مع الأزمات الاقتصادية وتعرفهم على الأوجه العديدة لهذه المجالات وخصوصاً الوجه الاقتصادي. وقد تلت تجربة الإطلاع هذه عدة تجارب؛ كان آخرها إطلاعي على صفحة «الرياض» الاقتصادي وكقارئ قبل أن أتشرف بالكتابة فيها؛ حيث وجدتها تحوي جميع عناصر الصفحة الاقتصادية مع أخبار وتعليق على هذه الأخبار ومن عرض لتجارب الشركات ومن مقالات تتطرق لاقتصاديات مجالات مختلفة من مجالات الحياة وتعرض هذا كله بأسلوب يستوعبه القراء بجميع أطيافهم. كما أنها صفحة اهتمت بشكل كبير بالشأن الاقتصادي المحلي وذلك لعلاقته المباشرة بحياة الفرد السعودي والمنظمات السعودية على مختلف اهتماماتها ولم تهمل أيضاً الشأن الاقتصادي العالمي وإنما ركزت فيما يخص هذا الشأن على الأمور المؤثرة على الاقتصاد السعودي. وإن كان المسؤولون عن الصفحة يسعون دائماً للجديد، فإنهم وبعد مرور ثلاث سنوات من ظهورها، يودون أن تتطور الصفحة بشكل يجعلها مصدراً إخبارياً ومنبعاً للمعلومة الاقتصادية، وهذا ما هو ظاهر للعيان وما تؤكده كذلك مسيرة هذه الصفحة. *رئيس قسم الهندسة الصناعية جامعة الملك سعود