كشف تقرير نشر الاسبوع الماضي النقاب عن ان اكثر من مائة الف طفل تعرضوا للاختطاف والتعذيب ولانتهاكات جنسية خلال الثلاث سنوات الماضية وذلك قبل ان يتم تجنيدهم في حروب افريقيا الاهلية التي طال امدها. وأوضح التقرير ان فتيان وفتيات في سن المراهقة الذين اجبروا على الانخراط في قوات مليشيا يتعرضون الى تعذيب نفسي حتى يتم تطويعهم. وقال التقرير الذي نشره ما يطلق على نفسه التحالف من اجل وقف استخدام الجنود الاطفال انه يوجد في جمهورية الكونغو الديمقراطية اكثر من ثلاثين الف جندي طفل يحاربون ضمن مليشيات ويعملون كحراس شخصيين لقادة قوات حكومية كما يتم اختطاف فتيات ويخضعن لانتهاكات جنسية من قبل جنود لاشباع شهواتهم وتقديمهن كمكافأة للشجاعة. ويتم استخدام خمسين الف طفل في جمهورية الكونغو الكائنة ضمن منطقة البحيرات الكبرى والتي تعتبر المركز العالمي لاستخدام الاطفال في الحروب من قبل عناصر مسلحة في الصراعات العسكرية بينها او في اعمال عسكرية في دول مجاورة. وتعرض الطفل الاوغندي مارتين للاختطاف عندما كان في الثالثة عشرة من العمر من قبل «جيش الرب» للمقاومة والذي يخوض حرب عصابات استمرت ثمانية عشر شهراً ضد الحكومة الاوغندية. وقال مارتين متذكراً مأساته انه عندما تم اختطافه مع خمسة من اخوته ابلغتهم سلطات «جيش الرب» بأنهم لا يمكنهم العمل في ذلك الجيش لأن اداءهم لن يكون جيداً وعمدوا الى تقييد اثنين من اشقائه الصغار وطلبوا منه والآخرون من اخوته مراقبتهما اثناء تعرضهما للضرب المبرح بالعصي حتى فارقا الحياة وابلغوهم بعد ذلك بأن هذا الفعل سيمنحهم القوة والشراسة في القتال. وأعطى تقرير تحالف منع استخدام الجنود الاطفال وصفاً مأساوياً لبعض هذه الاساليب غير الانسانية التي تستخدم في اشرس النزاعات الاهلية في العالم. وقال غوفري اويات من منظمة انقاذ ارواح الاطفال المنطوية تحت لواء الاتحاد بأنه يتم اجبار الاطفال على خوض تجارب قاسية ومريرة حتى يتم تطويعهم لرغبات مختطفيهم وجعلهم يشعرون بأن لا خيار لهم سوى الانضمام لعناصر المليشيات التي يخضعون لسيطرتها. وأبلغت فتاة صغيرة لم تتجاوز الثالثة عشرة من العمر اختطفت في بورندي المحققين بأنها تعرضت وغيرها للاغتصاب مراراً من كثير من عناصر المسلحين وانها كانت تتعرض للضرب المبرح اذا رفضت ذلك. وقال تقرير التحالف انه كان يتم استخدام نفس هذه الاساليب في الحرب الاهلية والنزاعات الداخلية في جنوب السودان وكذلك في رواندا بالرغم من نفي الجهات المعنية لجوءها لاستخدام هذه الاساليب. وقال نابليون ادوك الذي تم تجنيده كجندي طفل في الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي يقاتل الحكومة السودانية منذ واحد وعشرين عاماً انه في الحروب الاهلية الطويلة الامد تعاني المجموعات المسلحة المتنازعة من نقص في عناصرها نتيجة لمصرع مقاتليها البالغين ولذلك فلا غرابة في اللجوء الى تجنيد الاطفال. ويقول التقرير ان تدفق الاسلحة الخفيفة في القارة الافريقية قد ساعد في زيادة تجنيد الاطفال وقال توني تاتي مدير ادارة حقوق الاطفال في منظمة هيومان رايتس ووتش التي تهتم بمراقبة حقوق الانسان في العالم دعنا القول بصراحة ان الاسلحة الخفيفة والصغيرة تناسب الايدي الصغيرة محذراً من ارسال اسلحة خفيفة الى هذه الدول سيؤدي الى استخدامها من قبل الاطفال. واضاف التقرير ان بعض الدول المعنية شرعت في برامج تسريح للجنود الاطفال غير ان كثيرا من هؤلاء الاطفال المراهقين وجدوا بأنه من الصعب عليهم العودة مرة اخرى الى حياتهم ومجتمعاتهم العادية كما ان الفتيات بوجه خاص يتعرضن للهجر من ذويهن اذا تعرضن للاغتصاب والحمل من قبل العناصر اللاتي كن معها. ويقول ادوك العنصر السابق في الجيش الشعبي لتحرير السودان بأنه بالنسبة للاطفال فإن ما كان يبدو لهم دمية اصبح يعني لهم اداة قتل مضيفاً بأن مثل هؤلاء الاطفال سيبقون الغاماً اجتماعية ولن يصلحوا مرة اخرى في مجتمعاتهم وغالباً ما سينضمون الى حرب عصبات اخرى. وقال التقرير ان تجنيد الاطفال لا يزال مشكلة كما كان عليه الحال في السابق بالرغم من جهود الاممالمتحدة لوقف ذلك من خلال اعدادها لاتفاقيات بهذا الشأن في عام 2002 وقعت عليها حتى الآن مائة وخمس عشرة دولة غير ان الكثير منها وبصفة خاصة في افريقيا وآسيا انتهك تلك الاتفاقيات. ويمكن محاكمة الدول التي تستخدم الاطفال دون الخامسة عشرة من العمر كجنود امام المحكمة الجنائية الدولية غير انه لم يتم مقاضاة أي دولة حتى الآن. ودعا تحالف وقف استخدام الجنود الاطفال مجلس الامن الدولي الى فرض عقوبات على الدول التي تسمح باستخدام الاطفال كجنود.