ضمن الأنشطة الثقافية التي ينظمها نادي الجوف الأدبي للعام الحالي ألقى الدكتور عبدالرحمن العناد، عضو مجلس الشورى، وعضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالمملكة، محاضرة تحت عنوان " موقع حرية التعبير في منظومة حقوق الإنسان" وذلك في مركز الكايد الثقافي في مدينة سكاكا. وأشاد الدكتور العناد في بداية المحاضرة بالجهود الكبيرة التي يبذلها نادي الجوف الأدبي برئاسة الأستاذ إبراهيم الحميد ونشاطاته المتواصلة والمرموقة الرامية لدفع الحركة الثقافية في منطقة الجوف. وتحدث الدكتور العناد في البداية عن تأسيس جمعية حقوق الإنسان في السعودية، ثم تناول أقسام حقوق الإنسان في منظور الأنظمة والقوانين وبين أنها تنقسم إلى الحقوق الطبيعية، والحقوق المدنية، والحقوق الاجتماعية والثقافية، والحقوق السياسية، وأن حق التعبير يأتي ضمن الحقوق السياسية، مشيرا إلى أن الحرية تعني التعبير عن الأفكار والآراء عن طريق الكلام أو الكتابة أو الأعمال الفنية دون قيود حكومية، ودون أن تتعارض مع القوانين السائدة في البلد. وتناول موضوع حقوق الإنسان في السعودية، ومصادقة المملكة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتوقيع المعاهدة الخاصة بالحقوق المدنية، وذلك ضمن التزامها بالميثاق العربي لحقوق الإنسان. وأضاف في حديثه عن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، بأنها تملك سلطة معنوية عبر مخاطبتها المسؤول وكذلك عبر إعلان موقفها من الانتهاكات التي تحدث، معتبرا أنها اكتسبت الفترة الأخيرة المزيد من الثقة والاحترام في المجتمع الدولي الأمر الذي جعلها تعد مصدرا ومرجعا للعديد من الهيئات والمنظمات والجمعيات الخارجية المهتمة بحقوق الإنسان حيث تم الاستعانة بأكثر من خمسة عشر حاله نشرتها الجمعية خلال العام الحالي من قبل هذه الجهات الدولية. واعتبر الدكتور العناد خلال المحاضرة التي أدارها نائب رئيس مجلس إدارة النادي مفلح الكايد وحضرها عدد كبير من مديري ورؤساء الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص في المنطقة أن من أهم إشكاليات تقييد الحريات في السعودية قضية تعيين رؤساء تحرير الصحف وعزلهم أو تنحيتهم، وكذلك منع الكاتب عن الكتابة، إضافة إلى وقف الصحفي عن العمل في وسيلته الإعلامية. واستعرض حرية الإعلام في المملكة في الوقت الراهن معتبرا أنه تطور بشكل ملحوظ خلال الأعوام الماضية إلا انه اعتبر تنحية رؤساء التحرير للصحف والمجلات السعودية وإيقاف الكتاب وكذلك حجب الصحف يعتبر انتهاكا لحرية التعبير إذا تم دون محاكمة عادلة وبدون حكم قضائي ودون إتاحة فرصة الدفاع عن النفس. أما عندما يتم ذلك وفق إجراءات قضائية عادلة فلا يعد انتهاكا لحقوق الإنسان وحرية التعبير. وبين العناد أن الجمعية تجد كامل الدعم والمتابعة من القيادة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني - وزير الداخلية معتبرا هذا الأمر حقيقة وليست مجاملة من الجمعية حيث دائما تجد المطالب التي تقدمها الجمعية كامل القبول والدعم من قبل ولاة الأمر والتي يأتي في مقدمتها الضغط على مختلف الجهات الحكومية توجيهها بالتعاون مع الجمعية لتسهيل مهام تنفيذ عملها الأمر الذي ذلل الكثير من العقبات للقيام بمهامها على الوجه الذي يتطلع له المتظلمون بصفتها جهة محايدة قادرة على تحقيق رسالتها على أرض الواقع مؤكدا أن الجمعية حققت خلال الفترة الماضية خطوات مهمة تجاه المجتمع السعودي حيث تجاوز عدد الشكوى التي استقبلتها الجمعية منذ تأسيسها حتى الأسبوع الماضي عبر مكاتبها الإقليمية في الشمال والجنوب والشرق والغرب والمنطقة الوسطى أكثر من 14 ألف بلاغ وشكوى من قبل المواطنين والمقيمين في مختلف المناطق معتبرا أن أغلبها يكون ناقصا في الإجراءات مرجعا ذلك إلى جهل المتقدم بالأنظمة المعمول بها الخاصة بقضية أو بسبب أشياء متعددة أخرى. وبين الدكتور العناد خلال المحاضرة أن الجمعية تعمل حاليا وبشكل متسارع لنشر ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع السعودي في مختلف المجالات المتاحة مؤكدا أن هناك مشروع من المتوقع إقراره قريبا خاص بإدراج مادة حقوق الإنسان ضمن المناهج الدراسية المقررة في الجامعات السعودية مؤكدا أنه الآن في مراحله الأخيرة لدى وزارة التعليم العالي وذلك بعد أن وافق عليه المقام السامي مشيرا في هذا الخصوص إلى أن هناك تحركات موسعة تجريها الجمعية على الجانب الأخر تهدف إلى العمل لتحقيق خطوة مماثلة من خلال إدراج مادة حقوق الإنسان في مختلف المراحل الدراسية في التعليم العام بالسعودية وهو الأمر الذي اعتبره يأتي من الأولويات لديهم في الجمعية. وقد شهدت المحاضرة عدداً من المداخلات والأسئلة منها مداخلة رئيس فرع الجمعية الوطنية لحقوق الانسان بالجوف الدكور طارش الشمري، التي أكد فيها أن تلقي الشكاوى لا يقتصر على الجمعية وأن هناك عدداً من الجهات التي يمكنها تلقيها ومنها المحاكم و هيئات التحقيق والادعاء العام وغيرها، فيما أجاب الدكتور العناد على عدد كبير من أسئلة الجمهور حول الجمعية وحقوق الانسان وحقوق المرأة بشكل عام. يذكر أن المحاضرة تعتبر أول نشاط للنادي الأدبي يقام في مركز آل كايد الثقافي لخدمة المجتمع بمدينة سكاكا، والذي يقوم بجهود كبيرة في المنطقة لدفع الحركة الثقافية.