قدم النصر الكروي مستوى جميلا وهزم منافسه التقليدي الهلال 2-1،وأشعل فتيل الحماس والمنافسة على لقب دوري (زين) السعودي للمحترفين. إذن يفترض أن يفرح جمهور النصر بالفوز ويحتفل دون أن يسيء للطرف المنافس أو يستفزه. والحال ينطبق على جماهير الهلال أو غيرها من الأندية الجماهيرية بما يجسد واقع التنافس الرياضي الشريف (ابتسم عند الخسارة وتواضع عند الفوز). ولكي أربط رأيي بالحدث فقد قيض لي أن أحضر مباراة النصر والهلال الأخيرة (الخميس) الماضي في أستاد الملك فهد الدولي، وسمعت ألفاظا مسيئة بحق ياسر القحطاني، لا أدري ما الذنب الذي اقترفه هذا النجم لكي تردد جماهير تربو على العشرة آلاف (بصوت واحد) أهازيج مسيئة واستفزازية، ألا يراعون الله في أفعالهم وتعاملهم مع أخ لهم؟!!! وهنا سؤال يوجه للجنة الانضباط، ولرجال الأمن في المدرجات، مادورهم، على الأقل (نصحا). أيضا عبارات أخرى تردد منذ أكثر من 20 عاما، لا أدري ماتأثيرها على اللاعب أو حتى على المشجع المنافس؟! والأدهى وأمر أن هذه الأهازيج والعبارات غير الرياضية والمسيئة تردد والفريق فائز، بدلاً من أن تردد أهازيج فرائحية وتحفيزية، بما يعزز تفوق الفريق الفائز، وليس تقريع أو تحقير أو استفزاز الفريق المنافس، هذا ينم عن ضعف وعي وتعصب أعمى. لاحظت أيضا أن بعض الجماهير في حيز ما يصل عددهم إلى 50 شخصا يشيرون بحركات استفزازية وتقزيمية للجماهير المجاورة، على مسمع ومرأى رجال الأمن الواقفين بين الممرات، والمؤسف عدم تدخل أي فرد من رجال الأمن ولو حتى بطريقة ودية. الجماهير الهلالية القريبة من هذه الفئة ردت بإشارة تحد وهكذا في كل هجمة أو فرصة مهدرة تتراشق الفئتان بعبارات أو إشارات لا تليق. النصر متقدم بهدف ولاعبوه في قمة حماسهم للمحافظة على الفوز، والهلال يحاول العودة إلى جو المباراة دون جدوى، بينما هؤلاء ماضون في تراشقهم اللفظي والحركي، بما يؤكد أنهم غير مدركين لإساءاتهم لأنفسهم وعدم استثمار وجودهم بما ينفع اللاعب والنادي. بالطبع ما سلف ليس حكرا على جماهير النصر، فالأندية المتنافسة لدينا في غالب الأمر تحرص على الإساءة إلى الفريق المنافس أكثر من اهتمامها بفريقها، بل أحيانا تفكر في الطرف الآخر وتفرح لخسارته أو تعثره أكثر من انبساطها بفوز فريقها، والنصر على مختلف الأصعدة عانى كثيرا بسبب هذه النظرة الضيقة، التي ضررها واسع على عدة أوجه. والأكيد أن من وعيهم حضارياً كثر، فقد قابلت بين الشوطين وبعد المباراة شبانا في ربيع الخامسة عشرة إلى العشرين سنة يتسمون بالروح الرياضية والمرح والحرص على المتعة دون الإساءة لأحد. ومما أعجبني بعد نهاية المباراة اقتراب لاعبي الهلال من جماهيرهم في المدرجات والتصفيق لهم تعبيرا عن اعتذارهم عن المستوى الغريب الذي كان عليه جميع لاعبي الفريق عدا اثنين أو ثلاثة، هذا مشهد حضاري نتوق لرؤيته في مختلف المباريات بما يعبر عن واقع الرياضة. أما على الصعيد الفني فقد أعجبني كثيرا أحمد عباس وعبدالله القرني من النصر اللذان قدما أداء تكتيكيا قويا، ولا سيما عباس الذي قام بأدوار عديدة. أما المباراة فقد كان مستوى النصر ممتازا والهلال سيئا. عموما .. نتمنى أن تكون مباريات الديربي والكلاسيكو بماثبة الارتقاء بمستوى الكرة السعودية.