الزواج مشروع إنساني كبير بمعنييه الديني والمدني ومنه وبسببه تستمر الحياة بمظاهرها المختلفة لتنتقل من جيل لآخر. هناك من يفهم هذا المعنى ويقدره في نظرته وتعامله مع الزواج كمشروع شراكة هدفها البناء والاستمرار . وهناك من لا يعيه أو لا يكلف نفسه عناء ذلك ليمارس من خلاله رغبات واحتياجات ومنافع أخرى. وبالرغم من ثباته كمبدأ إلا أن صوره عديدة ومتجددة منها ما هو مستساغ ومبرر ومنها ما لا تستطيع قبوله وتستغرب تجرؤ البعض على تحليله أو تبريره. وكأي مشروع له أهداف وغايات وفوائد ومنافع تتغير بتغير الطبقة الاجتماعية والمكان والعمر والثقافة والتعليم أحيانا. عندما كنت أتصفح أحد المنتديات شدني مقال كتبته فتاة تتساءل فيه عن حق لها مسلوب وهو أن تختار هي زوج المستقبل قبل أن ُتختار، وعن الحب قبل الزواج في مجتمعنا ، هل يثمر أم أنه ينهار؟ وأدهشتني الردود التي عليه، على اختلافها فمنها ما هو مقتضب وقصير وآخر تقليدي ناصح في قالبه ، ومنها ما هو ساخر في طابعه. وسألت نفسي كم امرأة سألت نفسها هذا السؤال ؟ وكم امرأة سعت للزواج قبل أن يُسعى إليها وما هي الطرق التي تستخدمها النساء والرجال على حد سواء للتباهي أو الاستعراض بهدف الزواج . يجب علينا أن ننتبه إلى أنه بالرغم من كون الزواج مشروعا حساسا وأساسيا في بناء الأسرة إلا أنه يتعرض من وقت لآخر لموجات وموضات وصيحات منطقية أو مضحكة و مستهجنة. وبحسب الطبقات الاجتماعية تكون الصيحات والطلبات وتتنوع معها الطرق في العرض والطلب. في الطبقات الاجتماعية العالية التي يكون فيها الهوامير تختلف الطريقة بمسمى الزواج وهدفه وعادة ما يكون الاستعراض في مواسم الصيف والعطل أحد أهم طرق العرض لأن المرأة فيه تستخدم جمالها للجذب بينما يستخدم الرجل وسامته وسطوة ماله. هذا للزواج الأول أو الأساسي أما زواجات المسيار أو الزواجات المساندة فهذه لها عالمها وقوائمها التي غالبا ما يكون هنالك وسطاء وسماسرة يديرونها. في الطبقات الوسطى يكون الزواج في معظمه تقليديا ينتقي الأهل الفتاة بناء على مواصفات الشاب وتقبل الفتاة وأهلها إذا ما توافقت مواصفاتها ومطالبها مع مطالبه. في الطبقات الأقل عادة يكون مبدأ سد الحاجة سائدا فتُخطب الفتاة إذا ما كانت موظفة بل ويتهافت عليها إذا كانت وظيفتها رسمية ويُقبل الشاب إذا كان قادرا على الصرف على زوجته والستر عليها . لذا أضيف تعليقا على التعليقات التي كتبت للرد على تلك الفتاة، لا يزال الحب قبل الزواج غائبا أو مغيبا في مجتمعنا لكن هذا لا ينفي أو يمنع وجوده بعده.