كشف الدكتور عبدالله العبيد وكيل وزارة الزراعة لشؤون الأبحاث والتنمية الزراعية أن الزراعة المحمية في المملكة باتت تمثل حوالي 70% من إنتاج عدد من الخضروات الرئيسية بالمملكة، غير أنه أكد أن أجواء المملكة القاسية تستلزم العمل على تطوير هذا النوع من الزراعة وزيادة إنتاجيته. وقال العبيد إن الوزارة لا تستهدف التحويل الكامل للزراعة المحمية، مشيراً إلى أن أجواء المملكة برغم قساوتها في بعض المناطق إلا أنها صالحة لمختلف أنواع المزرعات في مناطق أخرى. جاء ذلك عقب ترؤسه المؤتمر الصحفي الأول الخاص بانعقاد ورشة عمل الزراعية المحمية بعنوان "نحو أمن غذائي ومائي" والتي ستقام في الفترة من 21-23 ربيع الثاني القادم برعاية وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم، والتي تنظمها وزارة الزراعة بالتعاون مع مجموعة نما المعرفية. وعن ورشة عمل الزراعة المحمية قال العبيد لحضور المؤتمر الصحفي إن الورشة تأتي تجسيداً لاهتمام وزارة الزراعة بترشيد استخدام المياه في الأغراض الزراعية واستخدام تقنيات الري الحديثة في البيوت المحمية التي تتيح الإنتاج بكميات كبيرة للمحاصيل الزراعية على مدار العام وتحافظ في نفس الوقت على الموارد الطبيعية وفي مقدمتها المياه. وأضاف أن اهتمام الوزارة بإدخال هذا النوع من الزراعة ضمن توجهها لنقل وتوطين التقنيات الزراعية الحديثة من أكثر من 40 عاماً، مضيفا "هذا الاهتمام كان مدعاة لتزايد المساحة المزروعة لمحاصيل الخضروات من خلال البيوت المحمية على مستوى المملكة في الفترة من عاد 2003 إلى عام 2008م، أي من 2182 هكتاراً إلى 7713 هكتاراً، وبما يعادل أكثر من ثلاثة أمثال ونصف". وأشار إلى أن الإنتاج تزايد خلال نفس الفترة من 186.112 طناً إلى 619.278 طناً وبما يعادل 3.7 أمثال، مبينا أن ذلك ما يظهر مدى الكفاءة الإنتاجية لهذه النوعية من الزراعة وحاجة المملكة إلى التوسع في استخدام تقنيات الزراعة المحمية وصولاً إلى تحقيق الأمن الغذائي. وقال العبيد انه انطلاقاً من هذه الأهمية للزراعة العضوية فإن الورشة تستهدف مناقشة أفضل ما تم التوصل إليه علمياً في مجال الزراعة المحمية من حيث زيادة كفاءة الإنتاج الزراعي واستخدام التقنيات الحديثة وتوافر المقاومة الحيوية والحد من استخدام المبيدات الكيميائية في مقاومة الآفات، كما تستهدف بحث استخدام التقنيات الحديثة في الري بما يعمل على إيجاد زراعة مستدامة، ومناقشة أفضل التصاميم للبيوت المحمية المناسبة لبيئة المملكة. هذا وترتكز الورشة على محاور أخرى مثل اقتصاديات الزراعة المحمية والتسويق وحلقات نقاش عامة عن الرؤية المستقبلية للزراعة المحمية في المملكة، فيما ستطرح في إطار هذه المحاور مجموعة من البحوث التطبيقية أهمها توجهات ونوعيات المبيدات التي توفر استهلاكا آمناً للمنتجات الزراعية المستخدمة فيها، وأفضل الطرق لتسويق المنتجات الزراعية التي تنتجها البيوت المحمية. وستشمل الورشة زيارة لبعض المزارع التي تطبق نظام الزراعة المحمية، كما سيصاحب الورشة معرضاً تشارك فيه بعض المؤسسات والشركات الرائدة لمعرفة مدى جودتها وفتح منافذ تسويقية لها، فيما سيشارك في الورشة صناع القرار من المسؤولين في القطاع الزراعي وأصحاب ومسؤولي المؤسسات والشركات المتميزة في مجال الزراعة المحمية ونخبة كبيرة من المتخصصين والخبراء في المجال الزراعي من داخل المملكة وخارجها، حيث تسعى الورشة لإيجاد رؤية مستقبلية للزراعة المحمية في المملكة.