هناك نوعية نادرة من اللاعبين الذين يكاد يجمع على موهبتهم وأخلاقهم جميع الرياضيين بلا استثناء حتى الذين لا يميليون لفرق هؤلاء اللاعبين بل تجد أنصار الفريق المنافس لفرقهم يمجدونه ويطرونه وفي كرتنا السعودية يأتي على رأس هؤلاء اسطورة الكرة السعودية ماجد عبدالله واللاعب الخيالي سابق عصره وأوانه المعجزة يوسف الثنيان ويأتي لاعبنا الكبير نواف التمياط ضمن هذه العينة فنجمنا أجمع على تميزه الخصم - مجازاً- والصديق واجمع على مكانته جمهور الكرة باختلاف ميولهم حيث يكمل الأداء الفني الرفيع بمنظومة متكاملة من الأخلاق والسمو والفروسية. انتم شهداء الله في أرضه.. نعم فلقد تشرفت بمعرفة وجيرة نواف فترة سابقة وأبهرني بتعامله الراقي مع الجميع وتواضعه الجم وكسره لتابوهات الغرور والتعالي التي تصيب محدثي الشهرة حتى وهم في بداياتهم فكيف به وقد جمع من أطرافه فبالإضافة إلى مساهمته مع ناديه بالحصول على عدد من البطولات ومع المنتخب كذلك حصل الفتى الذهبي على جائزة أفضل لاعب في أكبر قارات العالم عام 2000م. لنواف كاريزما خاصة تميزه عن غيره فنواف مؤسس مدرسة الإبداع والامتاع المقرونة بأخلاق الفرسان وطباع النبلاء وتواضع العظماء فهذا الفتى الذهبي.. نجم الهلال.. نجم آسيا أو الكنز كما يصفه عشاقه سحر الألباب ولوى الأعناق والهب الأكف تصفيقاً واعجاباً ولأنه أحد طلاب اكاديمية الوفاء الأزرق النجباء كان لابد من تكريمه التكريم اللائق بإقامة مهرجان اعتزال على مستوى كبير يليق بموهبته بمشاركة زعيم الفرق الإيطالية الإنتر أمام زعيم الفرق السعودية (الأزرق). مثل هؤلاء النوعية من اللاعبين من الظلم تركهم يرحلون بدون الاستفادة من خبراتهم في إحدى لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم وهو ما دأبت عليه الرئاسة مؤخراً باستقطاب عدد من اللاعبين الذين ترى فيهم الإمكانيات لتطوير الكرة السعودية بما يملكونه من فكر عال ومعارف متنوعة. حرمتنا الإصابات ولأقول الإصابة فقط بل تعرض نجمنا لإصابات عدة لتحرمنا من الاستمتاع بإبداعاته ولتحرم المستطيل الأخضر من كرة وفرقة ولتحرم الأجيال الناشئة من قدوة رياضية فاخرة. نواف بكل اللغات والمعارف تجده ففي الشعر هو شاعر في إبداعه وتميزه وتجلياته وفي الفن لن تجد أحداً تنطبق عليه كلمة (فنان) حرفياً غيره وفي التاريخ هو أحد اشعاعات أحد عصور النهضة الرياضية وفي الجغرافيا هو ساحل أزرق مليء بالمحار واللؤلؤ وفي الفلك هو نجم ثابت في مقره يهتدي به النشء الرياضي كما يهتدي السارون في المفازات بسهيل اليماني.