ما أجمل أن تجد المواطن هو الذي ينتفض ضد الفساد والأجمل أن تكون مبادرته تلك تسترشد خطوات ملك الإصلاح عبدالله بن عبدالعزيز حين أمر بتشكيل لجنة يحق لي تسميتها (اللجنة الفورية لمُساءلة كائن من كان) التي استبشر بها الجميع لتكون خطوة مُهمة في مسيرة قمع الفساد وكشف المُفسدين ، وهم مجموعة ماتت ضمائرهم فأصبحوا عبيداً للدرهم والدينار تُشترى ذممهم بالريالات ولا يهمهم بعد ذلك النتيجة ، شرذمة ..نعم شرذمة ففي وطني الكثير من الشُرفاء الأوفياء الذين لا يبيعون ذممهم مهما كان الثمن لهذا أرى الفاسدين كالقوارض تعيش في الظلام لا بين الأنقياء والحياة السوية ؟؟ أقول أين هو المرتشي أو الفاسد الذي يطلب الرشوة أمام الأشهاد ؟؟ من منهم يجرؤء على القول بأن ما يقوم به من فساد أمر قانوني ومُتاح تُجيزه الأنظمة ؟؟ من منهم إذا كان في وجهة ذرة حياء أن يطلب الرشوة وهو رافع الرأس ، شامخ النفس ،غير مترددٍ أو وجِل ؟؟ لهذا تجد الفاسد المرتشي السارق للمال العام ذليلاً متوسلاً يعقد صفقاته في السراديب يخشى من كل صيحة أن تكون عليه ..قلق ، مُرتاب لا يثق حتى في أقرب المقربين اليه ، بل منهم من تراهُ مرعوباً لا يهنأ له عيش ومع هذا يستلذ في أكل السحت . أعود الى فاتحة المقال وأقول وأنا مُبتهج بقيام مجموعة من الأكاديميين وغيرهم بإنشاء حملة شعبية سعودية لمقاومة الفساد وتصميم صفحة على الفيس بوك شرحوا فيها لماذا هذه الحملة وقد جاء النص التالي " وانطلاقاً من هذا الأمر الملكي الذي نشأ لمواجهة الأزمة، وسعياً للتعاون مع هذا التوجّه الحكومي، واستشعاراً لجسامة الخطب، وتحقيقاً لمعنى التعاون على البرّ والتقوى، وتفعيلاً لمعاني المواطنة الصادقة.واستناداً على (الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد) الصادرة بموجب قرار مجلس الوزراء رقم (43) وتاريخ 1/2/1428ه " ..الخ وعلى رأس أهداف حملتهم : مساندة التوجّه الملكي في حملته ضد الفساد . يبدو أن كارثة سيول جدّة أحيت أهمية مؤسسات المجتمع المدني وفضيلة التطوع ..بوركتْ من جهود.