يستعد الجيش الاسرائيلي وللمرة الأولى لاجراء تدريب في مارس/ آذار 2010 على سيناريو اطلاق المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة صواريخ بعيدة المدى، باتجاه مناطق (غوش دان) وسط فلسطينالمحتلة. ويأتي هذا التدريب في ضوء المزاعم الاسرائيلية الاخيرة عن تزود حركة "حماس" بصواريخ يصل مداها الى 60 كيلو مترا أي انه قادر على بلوغ تل ابيب في الوسط. كما يتزامن مع التحذيرات من استعدادات اسرائيل لشن عدوان جديد وواسع على قطاع غزة. وتحاكي هذه التدريبات حربا حقيقية تشمل الجبهة الداخلية وسلطة الطوارئ الوطنية وتشارك فيها ايضا السلطات المحلية، وشرطة اسرائيل والمطافئ ونجمة داود الحمراء. ونقلت صحيفة "يديعوت" عن رئيس سلطة الطوارئ العميد زئيف تسوك رام القول: "سنجري في الاسابيع القريبة استعدادات مع كل سلطة على حده. ليس الهدف التخويف بل اشراب الوعي انه يجب ان نكون مستعدين جاهزين لكل احتمال". وسيعقب هذا التدريب في ايار/ مايو المقبل تدريب آخر وواسع للجبهة الداخلية، يجرى في (اسرائيل) للسنة الرابعة على التوالي استعدادا لحرب تتساقط خلالها الصورايخ من سوريا ولبنان وغزة على جميع انحاء الكيان. وفي هذه الحالة ايضا تتدرب قيادة الجبهة على سقوط صواريخ من غزة على "غوش دان"، ويشمل هذه المرة ايضا القوات الميدانية لا القيادات فقط. وقال مسؤول امني اسرائيل رفيع ان التدريب في السنة القريبة سينحصر في مركز البلاد لا في شمالها، وذلك في ضوء ازدياد التهديد من قطاع غزة. وتدعي (اسرائيل) على الدوام انه ومنذ عدوانها الوحشي على غزة تم الحفاظ على تهدئة نسبية في مستعمرات الجنوب. وتزعم ان ذلك يعود الى قدرة الجيش الاسرائيلي على ردع حماس. لكنهم وفي ذات الوقت يؤكدون ان مواجهة جديدة هي مسألة وقت فقط، بزعم ان حماس مشغولة بزيادة قوتها وهي تجمع آلاف الصواريخ التي يبلغ جزء منها "غوش دان". وكانت مصادر اسرائيلية زعمت في الاشهر الاخيرة ان حركة حماس تزودت بصواريخ "فجر" يصل مداها 60 كلم أي قادرة على بلوغ مناطق تل أبيب الجنوبية. كما زعمت ان حماس اجرت عدة تجارب لاطلاق الصاروخ باتجاه البحر قبالة غزة. وحسب "يديعوت" فان الجيش الاسرائيلي لا يستبعد ان يكون لدى حماس صواريخ يصل مداها 80 كيلو مترا وتغطي كل منطقة "غوش دان" وتصل القدس ايضا. وتوقعت ان يدخل الجيش الاسرائيلي حتى يونيو/ حزيران 2010 النظام الدفاعي "القبة الحديدية" المعدة لمواجهة صواريخ تبلغ مدى 70 كلم، وسيغطي هذا النظام مناطق غلاف غزة، وبعد ذلك ستقام بطاريات اخرى في الحدود الشمالية ايضا. وتشير جهات في سلاح الجو الاسرائيلي أن النظام الدفاعي لن يمنح حماية محكمة لكنه سيكون جوابا ناجعا لمستعمرات الجنوب.