لدي اعترافات كثيرة بحق المرأة، بل هي افضاءات طالما لا تنطوي على أسرار محظورة البوح ..، ربما تصلح أن تكون عهدا وميثاقا يفض أي خلاف بين جناحين للحياة هما الرجل والمرأة : * توطئة : أنا – نيابة عن كل الرجال – أحب في المرأة جمالها، وأعجب فيها بذكائها، وأعلي فيها تفوقها وحكمتها، وأمجد سلوكها ورفعتها وخلقها، وأقدس عاطفتها، وأحترم ضعفها، وأنتصر لها في حالات الظلم متى ما توفرت فيها هذه الشروط.. لكن هذا كله يحتاج الى تفسيرات وشروح : أحب في المرأة جمالها، لا علاقة للجمال عندي باللون وشكل الأنف واتساع العينين وتورد الخدين وكل ما أفاض فيه الشعراء، فالجمال الذي أعشقه في المرأة يشع من داخلها، يتأنق في اتزان خطوها ويتجلى في قناعاتها والتزامها وقدرتها على التمييز بين ما يجوز وما لا يجوز.. وأعجب بذكائها حين يدلها على قيم الخير، حين تكون لماحة تفهم بالاشارة وتتصرف كأي لبيب، وحين تدرك هي قيمة هذا الذكاء فتترجمه وتعلن عنه في فعل ايجابي تنفع به نفسها وتفيد الناس، لبقة لا تخدع وحذرة لا تسقط وجادة لا تهمل العمل أو الواجب، ثم يأتي تعليمها وتأتي ثقافتها بعد ذلك تثبيت للدرة النادرة في تاج الحكمة والذكاء، أحبها أكثر حين تتفوق وتنتصر علي بشرف، وطبيعي أن أكره فيها الذكاء الذي يفضي الى سلاطة اللسان وسعة الحيلة في المغالطة والادعاء، وميلها للمكر والدهاء اللذين هما من صفات أي ثعلب. وأمجد سلوكها حين يحكمه العقل والحكمة دون مبالغة في الافصاح فيبدو ادعاءً ركيكا، وحين تلتزم بكل ما ألتزم به – أنا الرجل – من قناعات ورؤى تمنح للأصالة والعراقة والتقاليد والأعراف وقيم الدين والوطن والمجتمع والحياة ما لها من حقوق الاحترام، وأكره فيها أن تشذ عن السياق بدعوى التميز الصارخ والدميم للفت الأنظار ولو بالباطل، سلوك فردي يسيء الى كل بنات جنسها يجب أن تعاقب عليه بقدر ما أضرت بالمعصومات من الخطأ.. وأقدس عاطفتها إما لأولادها وبنتا لوالديها وزوجة لزوجها ومدرسة ومدرّسة لبناتها اللائي لم تلدهن ونموذجا ومثالاً للأخريات على قدرة العطاء العظيم.. وأحترم ضعفها، فدموعها حبات من اللؤلؤ إن بكت حزنا على ضعيف أو مظلوم أو موجوع، وإن أحست بالقهر أو العجز ولا حيلة، وأراها عظيمة وراقية حين تلين لمن يملك عليها حق النصح أو التوجيه متى ما كان صادقا وأمينا، وأكره فيها العناد من أجل العناد، صورة واحدة لدمعة ضعف راقية جديرة بأن تشغل وحدها " متحف تاريخ البشرية " لا يقدرها مال ولا يساوم عليها جامع الدرر. وطبيعي أن أفخر بإنجاز المرأة، بنت الوطن، إن تنافست على ما أنجزه أي رجل ، في مجال الطب أو العلم أو أي عطاء، وأكره فيها أن تتشبه بالرجل في الكلام والأمر والنهي وقوة العضلات وطريقة المشي وتقارب الزي ( والعياذ بالله ). استدراك : أستبعد من كل بنود هذا الميثاق كل تلك النماذج من صاحبات الصرعات المندسات بين بناتنا المحصنات، اللائي رصدت بعض نماذجهن جريدة الرياض أمس الأول، بنات الايمو وأزياء الرجال، فهؤلاء وحدهن هن المقصودات ب " ناقصات عقل ودين "، تافهات فارغات العقل والقلب والضمير.. خاتمة: هذه هي شروط الرجل، قابلة لأن يضيف إليها كل رجل شريف ما فاتني إضافته، وأن تتطوع امرأة نبيلة ومخلصة لبنات جنسها لتصوف شروطها للرجل ليكتمل الميثاق في وطن العز الأصيل.