تعهد رئيس الوزراء الباكستاني سيد يوسف رضا جيلاني بإخراج البلاد من التحديات الداخلية التي تواجهها في أقرب وقت ممكن. وأوضح امس في كلمة بمناسبة ذكرى مؤسس باكستان محمد علي جناح أن حكومته عازمة على إرساء الديمقراطية الحقيقية في البلاد والتغلب على التوتر الأمني. وأشار إلى أن الحرب الجارية على الإرهاب في المنطقة انعكست سلباً على الوضع المعيشي والاقتصادي في البلاد، غير أن الحكومة تسعى جاهدة للتغلب على هذه التحديات. على صعيد ذي صلة لقي 8 مسلحين ينتمون إلى المليشيات الطالبانية مصرعهم وأصيب عشرة آخرون بجروح خلال عمليات التمشيط التي يجريها الجيش الباكستاني في منطقة "أوركزي" المجاورة لمنطقة وزيرستان الجنوبية الواقعة على الشريط الحدودي الفاصل بين باكستان وأفغانستان. وكشفت قناة "جيو" الإخبارية الباكستانية بأن الجيش الباكستاني يجري حالياً عمليات تمشيط موسعة في منطقة "أوركزي" القبلية بعد إحكام السيطرة على منطقة "وزيرستان" الجنوبية التي شهدت ظاهرة انتشار المليشيات الطالبانية التي تقف وراء موجة العنف الأمني المتمثل في الهجمات الانتحارية والتفجيرية. وأفادت مصادر مطلعة بأن الجيش الباكستاني قام بتنظيم هجمات جوية على معاقل المليشيات الطالبانية في ضاحية "فيروز خيل" الواقعة في أوركزي تم خلالها استهداف ثلاثة أوكار للعناصر المسلحة استخدمت فيها طائرات نفاثة تابعة للقوات المسلحة الباكستانية. هذا ويعتزم الجيش الباكستاني تطهير منطقة القبائل الباكستانية من العناصر الطالبانية المسلحة نظراً للخطر الذي تمثله على أمن واستقرار باكستان. من جهة اخرى قال مسؤولون باكستانيون امس إن عناصر من مسلحي حركة طالبان نسفوا ثلاث مدارس حكومية في المناطق الشمالية الغربية من البلاد في إطار حملات الاعتداء التي تشنها الحركة على المدارس والمصالح الحكومية في تلك المناطق. وأوضح رهان جول ختك المعتمد السياسي في مقاطعة خيبر القبلية المجاورة لمدينة بيشاور أن المسلحين نسفوا مدرستين متوسطة وثانوية للبنين في المنطقة. من جانبه أوضح محمد كريم مسؤول الشرطة في مدينة بيشاور أن المسلحين نسفوا مدرسة ثالثة على ضاحية المدينة، مشيراً إلى أن الاعتداءات الثلاثة لم تسفر عن أي خسائر في الأرواح. في ذات الاطار رفعت السلطات الباكستانية مستوى التأهب الأمني في مختلف أنحاء البلاد تحسباً لوقوع أعمال إرهابية أو أعمال عنف طائفي خلال أيام شهر محرم. وقالت مصادر أمنية في إسلام آباد امس أنه تم نشر تعزيزات أمنية إضافية حول المساجد وأماكن العبادة بالإضافة إلى الاستعانة بالقوات شبه العسكرية في المدن والبلدات التي تم إقرارها حساسة من الناحية الأمنية خلال يومي التاسع والعاشر من شهر محرم. وأضافت أن قوات الأمن تشن حملات مداهمة في صفوف نشطاء الجماعات المتطرفة التي تقف وراء أعمال العنف الطائفي، مشيرة إلى أنه تم إلقاء القبض على أكثر من ثمانين شخصاً في إطار هذه الحملات في منطقة كوهات بإقليم الحدود الشمالي الغربي والمناطق الأخرى التي تشهد أعمال عنف طائفي خلال شهر محرم. وفي إقليم البنجاب الأوسط أمرت السلطات المحلية قوات الأمن بتفتيش النساء والأطفال إلى جانب تفتيش الرجال الذين يدخلون إلى أماكن العبادة . وكان مهاجم انتحاري قد فجر نفسه في مدخل مسجد للشيعة على ضاحية العاصمة إسلام آباد أسفر عن مصرع وإصابة ثلاثة أشخاص. الى ذلك مدّدت محكمة باكستانية فترة احتجاز الأميركيين الخمسة المتهمين بمحاولة الاتصال بمنظمات "إرهابية"، 10 أيام أخرى ليتسنى للشرطة الباكستانية إكمال استجوابهم. ونقلت قناة "جيو تي في" الباكستانية عن القاضي في محكمة سارغودها محمد اسلام أنه مدد فترة اعتقالهم لعشرة أيام أخرى بطلب من الشرطة، داعياً إياها لإطلاق سراحهم في 4 كانون الثاني/يناير المقبل. وذكرت أن هؤلاء الأميركيين الخمسة كانوا اعتقلوا بداية الشهر الجاري بتهمة محاولة التواصل مع منظمات ذات علاقة مع تنظيم "القاعدة" والتورّط في أنشطة مسلحة ربّما في المنطقة الشمالية الغربية حيث تتركز عمليات حركة "طالبان". ونقلت "جيو" عن مسؤول رفيع في الشرطة قوله "إننا لا نعتقد 10 أيام أخرى تكفي للتحقيق في مثل هذه المسألة المعقدة"، مضيفاً "في الجلسة المقبلة سنطلب وقتاً أطول". وذكرت القناة أن هؤلاء الأميركيين المعتقلين الذين يحملون جنسيات أخرى، بينها الباكستانية، تم استجوابهم أيضاً من قبل مكتب التحقيق الفدرالي الأميركي (أف بي آي).