يظل أمين عام اتحاد الكرة السعودي فيصل العبدالهادي محل خلاف بين منسوبي بعض الأندية لأهمية وحساسية موقعه؛ إذ من الصعب عليه إرضاء الجميع في ظل الضغوط والقضايا التي كان طرفاً فيها، واستمر المسؤولون في طرح الثقة فيه لأنهم الأقرب لعمله الإدارى بتفوق إيجابياته على سلبيات طفيفه اجتهد فيها، لذا كان مادة إعلامية خلال فترة ماضية هدأت كثيراً مع استفادته من أخطائه، ونجاحه في القيام بمسؤولياته في اتحاد الكرة وهيئة دوري المحترفين. "دنيا الرياضة" التقت العبدالهادي وحاصرته بأسئلة كان البعض منها حاداً في طرحه، لكن أبا عبدالعزيز تقبلها بصدر رحب، وكانت إجاباته عبر الحوار الآتي: * بداية ما تعليقك على وضع الكرة السعودية وخروجها من المونديال، وما هي أولى خطوات التصحيح لتعود بشكل أفضل؟. حققنا نجاحات على مستوى كرة القدم، صحيح أننا لم نحقق النجاح في الميدان، ولكننا حققنا نجاحا خارجه، والنجاحات ليست مرتبطة فقط بنتيجة مباراة؛ فقد تنجح سنتين أو ثلاثا، ولكن الأدوات التي تجعلك تستمر في النجاحات هي الأهم، وأدواتنا التي تساعد على النجاح هي اللاعبون، وهي من الأدوات المهمة، وكنا نلاحظ في المناسبات السابقة حين تبدأ البطولة وعدد من يمثل المنتخب محدود جدا، وإذا عدنا للبيانات تلاحظ ذلك، ولو قمنا بعمل إحصائيات لكأس العالم بين 94 و2010، وتحديدا في التصفيات المؤهلة لنهائيات 1994 و1998 نجد أن العدد لا يتجاوز 17 أو 18 لاعبا، وعن خطوط المنتخب هناك عدد من المهاجمين انضموا إلى المنتخب كياسر القحطاني والرهيب وهزازي والشمراني ومالك معاذ وغيرهم، وهذا الأمر لم يناقشه أحد، ولا تنس عدم ثبات مستوى اللاعب، ومن الصعب أن يكون هناك لاعب أو مهاجم معروف يهبط مستواه في مباراتين، والمدرب يختار حسب خبرة اللاعب أو اسمه وامتيازات أخرى، وحين يختار لاعباً ومستواه هابط يصبح بين المطرقة والسندان، فإذا استدعاه مشكلة وإذا لم يتم ضمه لا تتوقف الأسئلة. * ذكرت أن هناك لاعباً يمكن أن يكون مستواه هابطاً ولكن قد يكون اسمه كبيرا أو له تأثير على زملائه أو لإرهاب الخصم، هل تقصد ياسر القحطاني؟. ليس ياسر فقط وهو من ضمن اللاعبين، وهو ليس خارج المجموعة. هناك مالك معاذ هبط مستواه والراهب، واللاعب عندما ينضم للمنتخب كم مبارة سيلعب؟، وليس مطلوباً منه أن يسجل وإذ تحدثنا عن آخر مباراة في كأس الخليج بالرياض بين منتخبنا وقطر، المنتخب السعودي كان مطالباً بالفوز، وأتذكر أن المدرب ناصر الجوهر بنى خطته على أن يسجل الأهداف لاعبو الوسط، وهل في هذه الحالة يمكن أن أقول لماذا الجابر لم يسجل؟. ولماذا مرزوق أو الجمعان أو الحسن اليامي غابوا عن هز الشباك؟. بالطبع لا؛ لأن خطة المدرب تمنح لاعب الوسط فرصة التسجيل بقدر أكبر من المهاجم. * يقال إن هناك تساهلا منكم ضد النصر والاتحاد على حساب أندية أخرى؟. من يقول هذا الكلام لابد أن يحاجني، وأن يحدد القضية مثار الشك، وأنا أعتقد أن أكثر نادٍ صدرت فيه قرارات من ناحية لاعبين ونقل مباريات هو الاتحاد، وكيف يقولون أن الاتحاد يجد المجاملة، هل نحضر فرامة، ونفرم نادي الاتحاد لكي يرضى الوسط الرياضي، و يعرف أن الأمانة تعاقب الاتحاد؟!. * الأحداث التي حدثت بين جمهور الهلال والاتحاد، نقل على إثرها مباراة للهلال خارج أرضه، والإساءة التي تعرض لها رئيس الاتحاد أبو عمارة في مباراة النصر والاتحاد كما نقل في الإعلام لم تصدر بعدها أي قرارات؟. هذا الكلام غير صحيح، الأندية كلها لها حق على الاتحاد السعودي من الأمير سلطان بن فهد إلى أصغر موظف في الاتحاد، وغالبية رؤساء الأندية بيني وبينهم تواصل، وغالبيتهم يشتكون بالهاتف، وأطلب منهم إرسال خطاب يتضمن شكواهم للنظر فيها، وهذا أمر لا أزاود عليه ولا أكذب، والاتحاد السعودي لولا الأندية لما وُجد، وأنا وُجدت لخدمة الأندية، ولابد أن نطور من تعاملنا مع الأندية والأمانة العامة ليست ساعي بريد؛ هي مطلوب منها ومن لجانها أن تطور كل عملها، وأتمنى أن يأتي يوم عندما يفوز أحد الأندية في مباراة خارج أرضه على أحد منافسيه أن يصفق الجمهور للفائز؛ لكي تظل الرياضة والأخلاق الأسمى، والمشكلة أن هناك من يقول إن هذه مثالية زائدة، مع أنها هي الروح الرياضية المطلوبة من مجتمعنا الرياضي. العبدالهادي * هل تعتقد أن الأندية عليها دور كبير لتخفيف حدَّة التعصب؟ وهل تعتقد أن رؤساء الأندية يتحملون جزءا كبيرا مما يحدث بسبب التسجيل الصوتي كالذي دار بين الاتحاديين وغيرهم؟. تطرقتَ لحالات تؤكد حديثي، ويجب على كل إنسان سواء كان رئيس نادٍ، أو رئيس أعضاء الشرف، وكل شخص له علاقة بهذا الوسط أن يعيش بسلام، ويحاسب نفسه، فقضية محمد نور مثلا كتب فيها حوالي 17 عمودا صحافيا، ولو تنظر لهذه الأعمدة لوجدتها سلبية، وهناك من كتب كارها لمحمد نور، أو نادي الاتحاد، والآخر يعتقد أنه يكتب رأيا صحيحا، وهو في الواقع سلبي؛ لأنه إذا كان القصد الإساءة للاتحاد فالقارئ عرف مغزى حروفك، ولا تعتقد أنك ذكي، ومن يستخدم هذا الأسلوب هو "أغبى إنسان في العالم"، لأن محمد نور لم يطالب بالدفاع عنه بشكل خاطئ؛ بل يطلب الوقفة الصادقة فقط من باب "أعن أخاك ظالما أو مظلوما" فلابد أن تبين له الحق، ونحن خرجنا من تشريعنا، وصرنا نستخدم الصحافة الرياضية لتفريغ شحنات كره أو تفريغ شحنات محبة، والمجال الرياضي هو مجال خصب؛ إما يكون نتاج زرعك من أفضل الثمرات، أو العكس. أين لاعبو السعودية الذين كانوا الأفضل في آسيا؟ أين الحذاء الذهبي أين وأين؟. هذا أصبح غير موجود، والسبب ليس نظام المسابقات، ويمكن نظام المسابقات يتحمل جزءًا من المسؤولية والأمانة تتحمل جزءًا، والمسؤولية الأكبر يتحملها الإعلام الرياضي. * الرئاسة العامة لم تتدخل في التسجيل الصوتي المثير الذي دار بين الاتحاديين، وكذلك التسجيل الذي دار بين يوسف الموينع وعضو شرف نصراوي؟. أنا أمين عام غير معني والرئاسة العامة هي المعنية بالأمر، وعندما أتحدث عن التسجيل وهذا خارج عن كرة القدم، ويخص جهات أعلى هي المعنية كوزارة الداخلية وشؤون الأندية. * مؤسس الهلال عبد الرحمن بن سعيد هاجمك شخصياً واتهمك بالوقوف ضد فريقه، بماذا ترد؟. منذ أن جئت لأمانة كرة القدم كان غالبية الوسط الرياضي لديهم فكرة بأن أمانة كرة القدم تملك الحل والربط في كل شيء، وهي من يصدر القرارات، ومن يلغيها، وأذكر أنني تحدثت في أول مقابلة ووضحت للناس بعد اللوم الذي وجه لي أن هناك لجاناً هي من تصدر القرارات، ووقتها لم يعِ المتابع أن هناك لجاناً، وبعد مرور ثلاث سنوات بدأ المتابع الرياضي يعلم أن هناك لجنة انضباط، ولجنة احتراف وغيرها، وهذه ضريبة تعريف الناس، وبالنسبة لي لم أتعاط مع ما قيل عني في الإعلام بأنه هجوم؛ بل على العكس تعاملت معه على أنه نقد، وأنا دائماً أقبل النقد إذا كان هادفا، أما إذا كان جارحا فهو جارح لكاتبه، وبالنسبة لما قاله الشيخ عبد الرحمن أبن سعيد فأنا أعتبره بمقام والدي وأتقبل منه أي نقد. * في فترة سابقة قيل أنك ذهبت إلى منزل رئيس الاتحاد السابق منصور البلوي لاستشارته في جدول الدوري، ماذا حدث بالضبط؟. مع أنني لا أرغب في الحديث عن موضوع انتهى، إلا أنني أحب أن أوضح مرة أخرى أن دخول منازل رؤوسا الأندية غير مستغرب على أمين عام اتحاد، ودخولي ليس شبهة، ولا محرما، ولو كان الغرض غير شريف لالتقيت به في في مكان آخر؛ خصوصاً أنه كان يوجد في مجلس البلوي وقتها رئيس نادي الشباب الحالي خالد البلطان وعبد الرحمن الدهام وغيرهم من الرياضيين، وصدقني لو كان ذهابي لمنزل منصور البلوي خطأ فلن يرضى المسئولون بذلك وعلى رأسهم الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل. ذكرت الاتفاق وأنت من المؤثرين والقريبين منه كيف ترى وضعه حاليا؟. قيل الكثير عن نادي الاتفاق والكثيرون شرحوا وضع النادي، وأعتقد أنه لابد أن تجتمع الأسماء القديمة صحاب الخبرة والمكانة في نفوس الاتفاقيين مع الإدارة الموجودة حاليا ويتناقشوا بكل صراحة، ويرفعوا توصيات، ولابد من أن يتواصلوا مع اللاعبين، والمسؤولين الفنيين بمعنى أن يكون اجتماعاً شاملاً يضم الأعضاء والمهتمين. الاتفاق كان في يوم من الأيام ممولاً للمنتخب، ولم يعد يقدم في الآونة الأخيرة أي لاعب، ويجب سماع أعضاء الشرف، وإداريين سابقين؛ ففي هذه السنة مرَّ أكثر من ثلاثة إداريين على الفريق زكي صالح وسلمان حمدان، ومهم جدا أن يحضر زكي، ومهم أيضا أن تسمع من قائد الفريق سياف البيشي لأنه عاش فترة ماضية وفترة حالية، ولا بأس أن تسمع من المدافع فهد المفرج لأنه قادم من نادٍ إلى نادٍ آخر، وفي نهاية المطاف أنا واثق من تغلب الاتفاقيين على كل مايمرُّون به حالياً. نور ارتكب سابقة خطيرة ** الأحداث التي افتعلها لاعب الاتحاد محمد نور في مباراة الاتفاق، ثم دخوله لأرض الملعب في جدة، هل القرارات التي صدرت ضده كانت صائبة، ولماذا لم يصدر قرار بحق إدارة الملعب التي سمحت للاعب بالدخول؟. محمد نور وغيره ليسوا بعيدين من النظام، ولانستطيع أن نظلمه لأنه دخل من أحد أبواب الملعب، وتمت معاقبته بالإيقاف لأنه عندما وجد الباب مغلقاً قام بدفع رجل الأمن في الملعب، وزملاؤه الآخرون لم يعاقبوا بالإيقاف وغرموا ماليا فقط، ونور كان في المقدمة لذلك عوقب، بالإيقاف مباراة والغرامة، وإيقاف مباراة أخرى لحصوله على بطاقة حمراء في مباراة الاتفاق، وكان اللاعب قد حصل على ثلاث بطاقات صفراء، وهذه استلزمت الإيقاف مباراة أيضا، وصدرت منه حركة حين وضع رأسه برأس الحكم المساعد، وهو سوء سلوك يعاقب بالإيقاف مباراة، وفي حال دفعه يعد اعتداء، ونور وضع يده فقط، وفي اللوائح المقصود بالاعتداء هو الضرب غير المبرح. * وماذا فعلتم بخصوص إدارة الملعب؟. المحضر الذي جاءنا قال بأن نور دخل بالقوة، وإيقافه مباراة واحدة يكفي، واللاعب لم يستخدم القوة بمعنى أنه أخذ "رشاشا" ودخل الملعب دون أن يستمع لتعليمات رجل الأمن. * هل تعتقد بأن القرار كان صائبا، وماذا لو تكرر الحدث؟. القرار ممتاز، أما بخصوص تكرار هذا الحدث من نور فالعقوبة ستكون مختلفة، ولو صدرت من لاعب آخر فنوقع عليه العقوبة ذاتها، وهذه أول مرة تحدث في ملاعبنا، ودائما لابد من شخص تطبق عليه العقوبة حتى يرتدع الآخرون.