تمكن الباحثون في جامعة لودفيغ ماكسمليان بميونخ جنوبألمانيا من مراقبة نمو الخلايا السرطانية في الوقت الفعلي لتكاثرها حتى تصل إلى ورم في المخ. وذكرت مجلة "نيتشر ميدسين أون لاين" أن الجامعة أفادت بأن قائد فريق البحث فرانك فنكلر قال "نأمل أن تساعد النتائج التي توصلنا إليها في تحسين طرق علاج السرطان المتاحة حاليا كما نأمل أن تؤدي هذه النتائج إلى إنتاج مواد فعالة تؤثر على درجة بعينها من درجات نمو الورم." وأضاف فنكلر أن ربع مرضى السرطان تقريبا يتكون لديهم أورام بالمخ - حتى بعد نجاح العلاج في العضو المريض - وغالبا ما يكون سبب الوفاة هو ورم المخ لا الورم الأصلي. وأوضح فنكلر أن أورام المخ التي تنشأ غالبا نتيجة لأورام الرئتين والصدروالبشرة لا يمكن شفاؤها. ولم يعرف حتى الآن كيف كانت هذه الأورام تنشأ حتى لو تكررت نشأتها لدى مرضى بعينهم، إلا أن تقنية علمية جديدة أطلق عليها "ميكروسكوب ثنائي الفوتونات" مكنت العلماء بقيادة فنكلر من مراقبة نمو الأورام في مراحلها المختلفة خطوة بخطوة وبصورة مباشرة وآنية على مدار عدة شهور. وقد تمكن العلماء بفضل مادتين صبغيتين مختلفتين من حقن الأوعية الدموية باللون الأخضر بينما حقنت الأورام باللون الأحمر، ما أتاح لهم رؤية المناطق البعيدة في أعماق المخ الحي. وأوضحت النتيجة التي توصل إليها العلماء أن أورام المخ تتكون على أربعة مراحل، حيث قال الباحثون إن خلايا الأورام تعلق في المرحلة الاولى في منطقة خطافية داخل شبكة الاوردة الدموية. وقال الباحثون إن الخلايا السرطانية تنفذ بعد ذلك عبر ثقوب دقيقة في جدار الأوعية إلى الخارج لتتشبث في المرحلة الثالثة على الجدار الخارجي للأوعية. ثم تكون هذه الأورام أوراما أخرى صغيرة تتألف من أربعة خلايا إلى خمسين خلية، وتعتبر المرحلة الرابعة هي المرحلة الأكثر خطورة، حيث تندمج مجموعة من خلايا الأورام الدقيقة المتجاورة مكونة أوعية دموية جديدة تغذي الأورام بجميع المواد الغذائية التي تحتاجها مما يتيح نمو الأورام بسرعة فائقة لا يمكن كبحها. وقالت المجلة إن الورم إذا تعطل في إحدى هذه المراحل فإنه يدخل إلى "طريق مسدود" بحيث يتوقف تكون الورم وتكاثره.