أن تملك شيئا ويُسرق ، فذاك شيء بدله آخر رغم ما يسببه فقدانه من ألم . لكن أن يُسرق فكرك او جزء منه فذاك الوجع الكبير . هناك مثل يقول ( العبد وما يملك لسيده ) وبما أن العبودية انتهت ، وإن كانت آثارها باقية ،فإن المثل تحور إلى (المرأة وما تنتج لوليها ) وهذا الولي ، يبتدئ برب العمل ولا نعلم أين ينتهي . أغلب البلدان وقعت على قانون حق الملكية الفكرية .وجرمت من يقوم بالاستيلاء عليه . السرقات الفكرية التي تكون عبر الكتب او الإنترنت ، تلك رغم صعوبة مكافحتها والسيطرة عليها وملاحقتها يكون الأمر أهون لأن من يسرق ذاك مجهول لحد ما .أما تلك التي تؤخذ منها وتسرق ولا تستطيع صاحبتها إلا الصمت على اعتبار ذاك وقت العمل والفكر الذي به هو للعمل ، ولكن الفكرة لا تهب في وقت العمل فقط ولا يتم تحليلها وتخطيطها وتنفيذها كخطة على الورق إلا باوقات غير أوقات العمل حيث البعد عن صخب العمل .المشكلة التعود على سرقة العمل والأفكار المسببة له حد التبلد . ولجبر الخواطر يقال :يكفي أن يُرى الجهد واضحا وموجودا وهذا هو المهم .من ذاك يبرز سؤال .. هل عمل المرأة مشاع؟ المشاع لغة هو ما يحق أن يشترك الناس جميعا به. قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه : الناس شركاء في ثلاثة الماء والكلأ والنار . فالماء ملك للجميع وما ندفع من نقود هو جراء نقله وتنقيته وجعله صالحا للشرب والاستعمال . أما الكلأ وهو العشب فلم يقنن حسب علمي ،أما النار فقد قننت كما قنن الماء وأصبحت الطاقة مجالا للبيع والشراء . الشرارة الأولى للنار هي أصل الاكتشاف البشري حيث حك الإنسان القديم حجرا بحجر فكانت الشرارة الأولى التي توالدت ، وكانت شرارات للخير لنضج الطعام ومن ثم تليين المعادن .. حتى تطورت وكبرت وأصبحت نيرانا للطبخ ونيرانا للحرق . للمرة الثانية أكتب عن المرأة والإبداع بالعمل ، وكانت بداية الكتابة بذلك من فكرة الزميلة الرائعة فاطمة العتيبي ، عندما كتبت( المحرم الوظيفي ).. وكيف يستغل جهد المرأة ليكون باسم رئيسها أو حتى أصغر رجل في الجهاز الذي تعمل به .. الفكرة هي حق معنوي لصاحبه ذكرا كان أم أنثى ،والجهد الفكري من كتابة وتنظيم وتخطيط يدخل ضمن ما وقعت عليه أغلب البلدان في العالم ومن بينها البلدان العربية وهو حماية حق الملكية الفكرية ، ويعنى بذلك صاحب الفكرة الأصلي أو أصحابها ،وعدم نسبها إلا لصاحبها ، وحقها او حقه فيما ينتج عن تلك الفكرة . أن تتبنى فكرة ويشاركك الآخرون بطرحها على المستوى العام فذلك جيد ولكن ان تعمل وتجتهد لتلد الفكرة التي خططتها على الورق لترى النور فذلك حق لايمكن ان ينازعك احد به . إنه العنف الفكري الذي لابد من وقفة جادة له خاصة في بيئة العمل .