عقد بالإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة بالرياض المؤتمر الطبي الثاني في الثامن والتاسع من الشهر الحالي ذي القعدة 1425ه . ونظراً لما يمثله هذا المؤتمر من أهمية حيث إنه ليس مؤتمراً طبياً تقليدياً كأكثر المؤتمرات الطبية التي تعقد في كثير من دول العالم الثالث، وفي بلادنا على وجه الخصوص. حيث كان هذا المؤتمر الثاني بعد أن عقد المؤتمر الأول العام الماضي. في المؤتمر الأول طلب راعي المؤتمر صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية من المجتمعين طلبات محددة مثل الازدحام في المستشفيات العسكرية، خاصة في مستشفى القوات المسلحة بالرياض، وترك الاطباء العمل الطبي والاتجاه للعمل الاداري. وبعد المؤتمر شكل مدير عام الخدمات الطبية للقوات المسلحة لجنة لمتابعة ماطلبه راعي المؤتمر ونتج عن ذلك أن أول المحاضرات في المؤتمر الثاني كانت عن ازدحام المرضى في مستشفى القوات المسلحة بالرياض والذي ألقاها مدير برنامج مستشفى القوات المسلحة بالرياض اللواء الطبيب خلف بن ردن المطيري، حيث تحدث بالوثائق والارقام عن اسباب الازدحام ووضع الحلول وكذلك وضع خطط مستقبلية لمنع حدوث ذلك في المستقبل لمدة قد تصل لعشر سنوات في المستقبل. وكذلك كان ضمن المحاضرات في الجلسة الأولى «كيف تتاح الفرصة للطبيب للتفرغ لمهنته وحرفيته الطبية» للعميد محمد الموسى. ما أود أن أقوله أن هذا المؤتمر ليس تقليدياً في المواد التي يطرحها، وإن كان هذا المؤتمر هو مؤتمر الخدمات الطبية للقوات المسلحة إلا أن المواضيع التي تبحث فيه تهم الوطن والمواطنين من جميع النواحي. ونظراً لأنني أكثر قرباً من آخرين في الصحافة الطبية، وكذلك لي علاقة في الكتابة عن المواضيع الصحية والصحافة الطبية أكثر من ربع قرن..!! وحضرت مؤتمرات طبية لا استطيع حصرها منذ كنت طالباً في كلية الطب إلى الآن، صحيح أن هذا المؤتمر ليس الأفضل على الاطلاق لكن حقيقةً أنه مؤتمر مميز على مستوى الوطن العربي، ولا اقول ذلك مجاملة لأحد، لأنه ليس لي أي هدف في مجاملة أحد أياً كان وعلى أي مستوى.. ! لكن يجب أن نتخلى عن الثناء على من يحسن خشية أن نتهم بالنفاق أو المحاباة أو أننا نكتب هذا لإغراض شخصية..! أعتقد أن القراء مسؤولين ومواطنين اصبحوا على درجة من النضج بحيث إن الكاتب أصبح يحسب للقراء حساباً كبيراً أكثر من أي مسؤول أوجهة أيا كانت. إن بدء الإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة بمثل هذه المؤتمرات الجادة والتي تركز على المواضيع الهامة طبياً واجتماعياً في مايخص المواطن السعودي على وجه الخصوص ومايهم الناحية الإنسانية على المستوى العالمي هو أمر يشكر عليه القائمون على هذا المؤتمر. الجديد في هذا المؤتمر هو أن المؤتمر وضعت له أهداف محددة وواضحة، تتمثل في مناقشة المواضيع الطبية والاجتماعية والإدارة الطبية وعلاقتها بالكادر الطبي الفني، وحتى الآن فإن ماتم كان شيئا على مستوى عال من النظيم وإنتقاء المحاضرين وورش العمل والمشاركين بها. يجب توجيه الشكر الحقيقي لراع هذين المؤتمرين وهو صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، والذي بدأ رعاية هذه المؤتمرات ومتابعتها بشكل جاد، وكان واضحاً في كلماته بأن ليس الهدف فقط التجمع والحديث ثم ينفض الجمع والكل سعيد بالكلمات والمآدب، ولكن الهدف من مثل هذه المؤتمرات هو بحث المشاكل وطرحها أمام المسؤولين وبعد ذلك تشكل لجان لدراسة ماتم في هذه المؤتمرات ولجان أخرى لمتابعة عمل هذه اللجان، والمتابعة من قبل راعي المؤتمر الذي يطلب من الحضور والمشاركين في المؤتمر بأن يكون هناك إجابة لما طرح في المؤتمرات. الشكر ايضاً لسعادة اللواء الطبيب كتاب بن عبيد العتيبي مدير عام الخدمات الطبية للقوات المسلحة الذي كان داعماً جاداً لهذه المؤتمرات. بقي أن نشكر العميد الطبيب عثمان عمر بكر، مدير الإدارة الطبية بالإدارة العامة للخدمات الطبية للقوات المسلحة، وهو الشخص الذي كان المحرك لتنظيم هذا المؤتمر (الدينمو) يساعده في ذلك مجموعة متوائمة ومتناغمة والدكتور عثمان بكر كان المايسترو الذي قاد هذه الفرقة الموسيقية التي عزفت مقطوعة عذبة ورائعة بفضل هذا التناغم والتفاهم بين هؤلاء المجموعة المشرفة على التنظيم لهذا المؤتمر الناجح والمفيد بكل المقاييس. لقد اسبغنا الكثير من المديح والثناء على هذا المؤتمر، بقي الآن أن نقول إننا نريد أن يكون هذا المؤتمر ونجاحه لايعتمد على الاشخاص فقط، فاللجنة المنظمة وهي العمود الفقري لنجاح هذا المؤتمر والذي قبله لن يبقوا إلى الابد في مناصبهم، بل سوف يتغيرون وهذه طبيعة الحياة..! مانطلبه ونرجوه من الإدارة العامة للخدمات الطبية أن تضع مع هؤلاء العاملين اشخاصا آخرين ليتعلموا منهم، وكذلك أن يوضع تنظيم ثابت للمؤتمر يحميه في الاعوام القادمة حتى لايصبح واحداً من المؤتمرات التقليدية.. خطابات بليغة وكلمات رنانة وقصائد مديح وبعد ذلك لاشيء سوى أن يتذكر الحضور نكهة القهوة والحلويات.. ثم لاشئ آخر.. آمل أن يكون تفاؤلي في محله.. فلي آمل كبير في أن يستمر هذا المؤتمر في السنوات القادمة بالشكل الذي رأيناه خلال العام الماضى وهذا العام.. أرجو التوفيق للقائمين على هذا المؤتمر وأن يجازيهم الله خير الجزاء على هذا العمل الرائع من بداية الإعداد له حتى نهايته.