لا شك أن نجاح منتدى الرياض الاقتصادي في بلوغ مكانة مرموقة كإطار وطني لتشخيص وبلورة القضايا المفصلية لاقتصادنا الوطني وصياغة رؤية نافذة وعميقة يمكن المملكة من الاستجابة الواعية للتطورات والمستجدات الاقتصادية العالمية والمحلية والتعامل معها بمقدرة عالية تضع اقتصادنا في موقعه التنافسي الملائم والقادر على مجابهة كافة تحديات العولمة الاقتصادية والتي باتت أشد تأثيراً على مختلف الاقتصادات العالمية لا شك أنه نجاح يدين بالفضل في المقام الأول إلى قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ورئيس المجلس الاقتصادي الأعلى حفظه الله والذي طوق المنتدى منذ انطلاقته الأولى في عام 2003م بشرف رعايته أيده الله، وهو ما أعطى المنتدى دفعة قوية ومكنته من تحقيق المكانة الرفيعة التي بلغها بحول الله. والحقيقة أن تلك الرعاية الكريمة التي حظي بها المنتدى من لدنه حفظه الله أعطت القائمين على المنتدى قوة محركة دفعته إلى تبني دراسات بالغة الرصانة والأهمية وتم إجراؤها بمنتهى الجدية والمهنية العالية عبر ما تضمنته حلقات نقاشه والتي تابعت العديد منها وقد حظيت بحضور ومشاركة كافة المنظومة الاقتصادية من وزراء ومسؤولين حكوميين وكوكبة مختارة من العلماء فنالت السمعة الحسنة والأمانة البحثية الرفيعة، ويأتي جديد هذه الدورة بإضافة ثلاث ندوات في قطاعات هامة نتيجة للأزمة المالية العالمية حيث يعد الهدف هو تشريح القضايا التي يعاني منها اقتصادنا الوطني ووضع اليد على مواضع النقص أو الخلل وصياغة وصفات ناجعة للعلاج. ولهذا كان للمنتدى منذ الدورة الأولى شرف اهتمام الراعي خادم الحرمين الشريفين الذي أمر أيده الله بإحالة توصيات ودراسات المنتدى وفي كل دوراته اللاحقة إلى المجلس الاقتصادي الأعلى لدراستها وإحالتها للجهات الحكومية ذات العلاقة لتطبيق المناسب منها وهو أمر كان له بالفعل صداه ويعد بحق أبرز عوامل التشجيع للمنتدى والتي ساعدته على بلوغ ذلك النجاح وتبوء تلك المكانة. ولا ننسى أن نشيد بالاهتمام الذي يحظى به المنتدى من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس المنتدى ولاغرابة فسموه اولى المنتدى دعمه منذ أن كان فكرة وحتى أصبح حقيقة واقعة، وهو دعم كان له أثره الفاعل فيما تحقق للمنتدى من نجاح، كما سخر له كل أسباب الدعم والتمكين، انطلاقا من رؤية سموه الثاقبة لأهمية الدور الذي يلعبه المنتدى في دراسة القضايا المؤثرة في الاقتصاد الوطني وتشخيصها والوقوف على معوقات النمو، وسموه كان دوماً راعياً ومحتضناً ومشجعاً لكل نشاط اقتصادي وتنموي تعيشه منطقة الرياض مما يزيد من حجم المسؤوليات والجهود الملقاة على عاتق مجلس أمناء المنتدى وأمانته العامة للاستمرار دوما نحو النجاح والابتكار والتقدم. إننا نتطلع إلى أن يحقق المنتدى في دورته الحالية المزيد من النجاح وأن تخرج توصياته والنتائج التي توصل إليها لتضيف رصيدا جديدا له، وتجد مكانها الطبيعي للاستفادة منها لتعزيز مسيرة الاقتصاد الوطني وتطوير مشاركة القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية ومعالجة التحديات التي تجابه اقتصادنا الوطني وتخدم قطاع الأعمال بما تحتاجه المرحلة، وما يشعرنا بالثقة والتفاؤل بنجاح هذه الدورة ما تضمنته حلقات النقاش التي مهدت للمنتدى وما نجم عنها من أفكار وقضايا جديرة بأن تكون موضع الدراسات الرصينة التي أجراها المنتدى، ونتطلع إلى أن تكون حصيلة المنتدى من هذا الزخم البحثي والمشاركات الرفيعة من قبل حشد كبير من الوزراء والمسؤولين وكوكبة منتقاة من الخبراء الاقتصاديين والأكاديميين والباحثين عاكسة للطموح الذي نصبو إليه والنجاح الذي نتوخاه خصوصاً في ظل ما تبقى من تحديات ما تزال الاقتصادات العالمية تعاني منها نتيجة تداعيات الأزمة المالية العالمية. * أمين عام منتدى الرياض المكلف