وتفرقنا طار سرب الحمام من مدينتي.. كم كنت مهمومة من ترحاله فزقزقات عصافيره وهديل حمامه يفرّج عن ما في صدري من ألم.. آه من ألم حين أحن إلى أيامنا وصداقتنا التي لن أنساها مدى عمري.. ما زلت أذكر ودادنا وتصافينا.. ولم أنس عتابنا..!! لم أجفاك يوماً ولم أفكر في فراقك لأنني ما زلت أذكر عهدنا مع التحالف والأخوة في الله مدى الحياة.. حتى لو فرقتنا الأيام والليالي.. صديقتي.. هل طيفي يتغشاك بين الحين والآخر؟ هل الأحلام تغزو أجفانك كما أنا؟.. هل الهم يلوكك بين أضراسه إذا تذكرت بعدنا؟.. كم أتمنى أن تقولي نعم بكل ألم.. ولكن سحرك بريق الحاضر وتركت غبار الأيام تجثو وبكل إصرار على ماضينا.. ورحلتي مع سرب الحمام بلا وداع ولا أمل.. يا من كنت صديقتي.. ولا زلت في قلبي أغلى عزيزة: اتركي ذكرياتنا كلوحة على جدار أيامك.. لا تنسيها مهما طال عهدنا.. حافظي عليها وأزيلي عنها غبار النسيان.. ولا تنسي ان لك صدى يتردد مني حنايا فؤاد.. درع الهتون.. «أم البراء» أنت من أعني فلا تنسي أنني صديقتك مهما تباعدنا فاسمعيني صوتك ولو بسلام فقط.. فأنت لي بلسم ولو لم أنطق بما يكنه صدري.. محبتك.. وفاء محمد صالح الدلم