سادت حالة من الصمت على الشارع الأحدي احتجاجاً على الخسارة الثقيلة التي تلقاها أخيراً من غريمة التقليدي الأنصار في كأس ولي العهد، وتمسكت الإدارة في اجتماع طارئ عقد مع الجهاز الفني بقيادة التونسي شكري الخطوي بمنحه الفرصة من جديد، بعد خيبة الأمل من النتائج الأخيرة والبداية المتعثرة التي لازمت أحد بخسارتين موجعتين، وكان آخرها ثلاثية الأنصار، وقبله هزيمة الوحدة الغريبة في كأس الأمير فيصل بأربعة أهداف بعد تقدمه حتى الدقيقة 80 بثلاثة، والتي أثارت علامات الاستفهام حول وضع اللاعبين البدني، وشهدت التدريبات الأخيرة حضور عدد كبير من اللاعبين، بعد الاجتماع، وركز شكري على النواحي اللياقية، وإجراء مناورة عشوائية، وكشفت التدريبات عن غربلة سيحدثها في التشكيل الأساسي للقاءات المقبلة؛ فيما تقرر إقامة لقاء ودي الخميس المقبل مع الجبلين بالمدينة خلال المعسكر المغلق الذي يقيمه في مقر سكن النادي. من جهة أخرى احتشدت جماهير أحدية غاضبة خلف أسوار الملعب بعد مواجهتي الوحدة والأنصار تنتظر خروج المدرب واللاعبين وصبت جام غضبها عليهم، وحملتهم أسباب الخسائر المتتالية، خصوصاً المدرب. وأكد مشرف الكرة علي فودة أن هناك وقفة صارمة تجاه تجاوزات اللاعبين المستهترين أثناء المباريات الأخيرة وقال: "نعرف كيف نعالج مثل هذه الأمور، ولاصحة لوجود تدخلات في عمل المدرب، الذي يعتبر صاحب القرار الفني الأول، ونحن إدارة تحترم نفسها، ولا تتدخل في الأمور الفنية". وكان فودة بحضور رئيس النادي، وعدد من الأعضاء قد اجتمع مع اللاعبين زهاء الساعتين للخروج من أزمة الخسائر قبل فوات الأوان؛ إذ تقرر إبعاد أربعة لاعبين بتوصية الجهاز الفني، وقرار إداري نظراً لغيابهم عن التدريبات، وانخفاض مستواهم، وهم المهاجم صالح هوسة، والحارس حبيب طالب، والمدافعان حسام الجهني وحسن مدخلي؛ فيما تم توجيه إنذار شديد للمدافع رامي المولد، وللاعبي الوسط سليمان الشريف، ومازن سلمان. وكانت النتائج الأخيرة قد وضعت أكثر من علامة استفهام، وبات الجبل المدني (أُحد) ممن يخسر خارج وداخل ملعبه، بعد أن كان قاب قوسين أو أدني من الصعود لدوري الأضواء الموسم الماضي، ولم يقدم خلال الجولات التسع الماضية من عمر الدوري ما يقنع عشاقه، ومحبيه، وخيب لاعبوه آمال جماهيرهم الحاضرة بكثافة في لقاءاته بالمدينة في دوري الأولى مع هجر والخليج والعدالة وضمك، والتي خرج بتعادل أشبه بالخسارة، ومما زاد من قلق جمهور أحد عدم تحقيقه لأي نقطة خارج ملعبه بالخسارة على التوالي أمام التعاون والفيصلي والطائي؛ مع فوز وحيد بالمدينة على أبها. وظهر الفريق الأحدي في حالة غريبة لغياب الروح، التي كانت من أبرز أسلحة لاعبي هذا النادي؛ لتأتي الضربة الموجعة بعد ثلاثية ورباعية الأنصار والوحدة، والتي قد تزيد من الأوضاع سوءا قبل مواجهه الوطني الدورية في الخامس من محرم. وكشفت تلك النتائج حقائق مغيبة على الجمهور الأحدي أولها العمل الفني بقيادة المدرب التونسي شكري الخطوي، الذي لاتزال قراءته للمباريات ضعيفة، وتغييراته أثناء المباريات خاطئة، إضافة إلى مجاملته عدداً من اللاعبين، الذين يعيشون حالة انهيار في المستوى الفني، مع أخطاء في الناحية الإدارية، والانضباطية للاعبين الذين لم ينتظموا في التدريبات كما ينبغي. والمتابع للفريق يلاحظ أن الإدارة تصرف الرواتب بشكل شبه منتظم، ولكن حضور اللاعبين، وانضباطيتهم لم تكن بالصورة المطلوبة؛ من خلال ما ظهر من حالات غياب متكررة للاعبين، واختلاق الأعذار الواهية من قبل آخرين، وادعاء الإصابة من البعض، والسبب في ذلك عدم اتخاذ قرارات رادعة بحق بعض النجوم المؤثرين، والازدواجية ما بين الجهاز الفني والإداري، قبل إسناد مهمة الإشراف للخبير علي فودة، وتكليف عبدالمحسن جان نائبا، وترشيح الدولي السابق حمزة صالح مدير للفريق، وإذا ما أرادت إدارة السيسي عودة أُحد باكرا لأجواء المنافسة، وإيقاف مسلسل التفريط فعليها منح المدرب الخطوي فرصة أخيرة لمراجعة حساباته؛ من خلال الجولة المقبلة أمام الوطني، قبل مواجهة الجار الأنصار في الجولة التي تليها، وإن أخفق فلابد من البحث عن مدرب ينتشل أُحد من الخسائر والتخبطات الفنية، مع توجيه إنذار لجميع اللاعبين المستهترين، حتى وإن دعت المصلحة إيقاف أبرز العناصر، الذين لم تطالهم العقوبة.