في السنوات الأربع الماضية شهدت بلادنا قفزات حضارية يحق لكل سعودي أن يفتخر بها في ظروف عالمية مضطربة فمن تبعات سبتمبر 2001م إلى غزو العراق إلى حروب مشتعلة في مناطق كثيرة من العالم وأزمات اقتصادية لا تزال اكبر الدول تعاني من أثارها بينما نحن في عهد ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وساعده الأيمن أخيه سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين يقودان سفينة هذا الوطن إلى بر الأمان والتطوير والتنمية ورفع المستوى المعيشي لمواطني هذه البلاد فيما تحقق خلال هذه السنوات القليلة من منجزات في هذا العهد المبارك بجميع مناطق المملكة حيث جاءت الإرادة الملكية لقيادة بلدنا ملبية لحاجات أبناء الوطن من حيث الطرق والاتصالات وخصخصة بعض الخدمات الهامة مما معه فتحت الفرص الوظيفية والتعليمية بتطوير حقل التعليم بشكل عام وافتتاح كوكبة من الجامعات الحديثة في جميع المناطق حتى وصلت (24) جامعة بعد أن كانت ثماني جامعات فقط ورافق ذلك بتوفيق من الله سبحانه وتعالى زيادة في أسعار البترول على المستوى العالمي وبالتالي انعكس ذلك على الميزانيات العامة للدولة حتى رأت القيادة ضخ التمويلات الكبيرة للمشاريع المختلفة بالبلاد مما سارع في وتيرة التنمية ورفع الحس الوطني لدى المسئولين بجميع الوزارات وفروعها بالمناطق المختلفة ما خلق تنافس وجرأه في البناء والتعمير واستكمال البنى التحتية وصيانة القديم منها والإسراع في التغيير الملحوظ للأنظمة والتشريعات والآليات التي تخدم هذه الإرادة والرغبة في تطوير هياكل الاقتصاد وتفعيل دور المحاسبة والرقابة وتطوير القضاء لتعزيز مصداقية الحكومة على المستوى الداخلي والدولي حيث اللجنة الوزارية العليا لتطوير الأنظمة والتشريعات الحكومية وإعادة الهيكلة بمختلف الجهات الرسمية والهندسة الإدارية التي يترأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ساعدت كثيرا ً في خدمة هذا التوجه لتحرير الاقتصاد من قيود بيروقراطية خلفتها الخطط الخمسية السبعة التنموية التي بدأت عام (1976 م) مما استدعى المراجعة والتحديث وإنشاء هيئات عليا جديدة بجانب الوزارات الأساسية جعلت جميع مناطق المملكة ورش عمل جبارة ما أشعل فتيل الحماس لدى المسئولين بالمناطق المختلفة على مستوى أمراء المناطق وأمناء الخدمات البلدية والمحافظين ورؤساء الجهات والمديريات التي تمثل الوزارات بتلقي الرسالة واستلهام إرادة القيادة الرشيدة وتوجهاتها لما ترغب به من تطوير للمجتمع وتوسيع رقعة التنمية من المناطق الرئيسية إلى أن تصل لبقية المناطق بالنسبية التي تستحقها كل منطقة حسب طبيعتها وإمكانيتها وتفاعل أبنائها وإطلاق المبادرات الوطنية في جميع مجالات البنية التحتية والخدمات التي تقدم للمواطنين على احدث الأساليب والتقنيات الحديثة تمهيداً للحكومة الالكترونية مما جعل المملكة تعتبر ضمن العشرين دولة الأكثر ثقلاً اقتصادياً وسياسياً على المستوى الدولي وأصبحت المملكة لاعباً رئيسياً في جميع مجالات الحياة لما يناسب هذا العصر الذي نعيشه حيث أصبحنا جزءاً هاماً في منظومة الديناميكية الكونية رغم حداثة التعليم والخبرة والاقتصاد بالمملكة مقارنة بالدول الأخرى إلا أن إرادة الرجال في القيادة الرشيدة وأبناء الوطن والطموح والغيرة على بلادنا جعلت بعد أن منّ الله علينا بالثروات الطبيعية والبشرية عودة مئات الآلاف من شباب المملكة الذين استثمرت الدولة بتعليمهم العالي بالخارج مبكراً حيث كانوا على اطلاع وتأثر بتقنيات الإدارة الحديثة ولديهم الطموح في نقل ما يناسب مجتمعنا من ثقافات الآخرين والاستفادة من خبرات تلك البلدان التي درسوا بها ليجدوا الفرص في تطبيق ما درسوه أو ما اطلعوا عليه من أدوات للتنمية الحديثة زاد عليها إطلاق أيدي أصحاب المبادرات الوطنية من مقام الدولة لاتخاذ القرارات الصائبة لتطوير البلاد لم يكن ذلك سهلاً والصورة لم تكن وردية فهناك معوقات كثيرة منها الثقافة الاجتماعية وطبيعة المجتمع وتصارع التقنيات الحديثة على المستوى العالمي وندرة بعض التخصصات الفنية بالبلاد لكن كل ذلك كان ضمن الرؤية الشاملة للقيادة الرشيدة يدعمها الرغبة الصادقة في تطوير البلاد وجعلها في مصاف الدول الحديثة وهذا مما يحسب لخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولي أمر هذه البلاد الشريفين أطال الله عمره وألبسه لباس الصحة والعافية ومساندة أخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران وانضمام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية للصف الأول للقيادة الا دعماً اكبر وخبرة وحنكة وحكمة سوف نرى بإذن الله نتائجها في المرحلة القريبة القادمة تعزيزاً لم سبق من خطط طموحه للبناء والتطوير ورفع مكانة هذه البلاد وأبنائها عالياً وإننا لشديدي التفاؤل وحسبي أن ذلك شعور أي مواطن ومقيم بهذه البلاد بعد ان منّ الله بالشفاء والصحة على صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد وعودته معافى أضفت على مواطني هذه البلاد بل أقول على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي الاستاذ منصور العمار مع سمو ولي العهد الأمين في أحد اللقاءات الرسمية وشعوبها الفرحة والتباشير لما يكنه الجميع لهذا الرجل والقائد من محبة صادقة وهو أهل لها وإخوانه قادة مملكتنا الغالية لحبهم لمجتمعهم واجتهادهم الخّيّر لأبناء وطنهم وللشعوب العربية وتفانيهم لخدمة الحرمين الشريفين ووضوح إيثارهم وكرمهم في كل مجال فيه رفعة للوطن والإسلام وللعروبة وفتح الفرص للمواطنين بالمشاركة بالمسئولية والقرار السياسي في جميع المجالات بالمصداقية والشفافية التي يتوق لها الجميع في كل ما من شأنه خدمة البلاد والعباد. حللت أهلاً يا سلطان الخير ووطئت سهلاً أهلاً بك في بلدك وبين اهلك وذويك والى مزيد من الانجازات ومساندة أخيك خادم الحرمين الشريفين لإسعاد أبنائكم ومواطنيكم فسوف لن ينسى التاريخ ما تسطرونه من انجازات وطنية تعم كل أفراد المجتمع وبناء المستقبل لأبنائنا وللأجيال القادمة فكل خطوة خيرة هي لبنة مضافة لتاريخ هذا الوطن وقيادته ما دام البارئ سبحانه وتعالى قد حبانا بنعم كبيرة وهبات عظيمة تستوجب الشكر والثناء ومن شكر النعم أن يراها المنعم على عباده ويراها الآخرون وأبنائكم المواطنين دائما خلفكم في العون والمساندة لما يحقق الآمال الوطنية التي يحلم بها كل رب أسرة أن يحققها لأبنائه ومجتمعه بكل صدق وإيثار أبنائكم في الجبهة الجنوبية وفي موسم هذا الحج لهذا العام وبتكاتف الجميع في مواجهة الأمطار التي هطلت على منطقة مكةالمكرمة وعلى محافظة جده تحديداً فالجميع وقفوا صفاً واحداً لمواجهة هذه الجائحة وبنفس الوقت جيشنا الباسل خلف قيادته لحماية حدودنا في جميع الجبهات والشاهد هو الشهداء قدموا أرواحهم فداء للدفاع عن حدود بلادنا الجنوبية أدخلهم الله فسيح جناته ورحم الله شهداء كارثة جدة وأسكنهم فسيح جناته نعم لقد وصلت الروح المعنوية الوطنية لأعلى حدودها بالتفاعل الصادق من قبل جميع المواطنين بكل المناطق مع ما تتعرض له البلاد من فئة متمردة على حدودنا الجنوبية وسوف يندحر أي عدو أو حاسد لهذه البلاد بعون الله ثم بسواعد قيادتها وأبنائها فالجميع في سفينة واحدة وعلينا السير بها إلى بر الأمان في كل زمان فقدر كل أمه وقيمتها فيما تحسن صنعه والاستمرار عليه وصيانة أمنها وحماية مقدراتها والشعب السعودي منذ القدم يتمتع بفضل الله بتلاحم وتراحم وقيم ومبادئ ودين واحد وأهداف مشتركة نسأل الله أن يديم علينا نعمه الظاهرة والباطنة وان يحفظ هذه البلاد وقيادتها وشعبها الوفي من كل سوء عاد سلطان الخير ولي العهد وإخوته الأكارم الذين رافقوه في هذه الرحلة العلاجية واشتم الجميع نشوة الفرحة والنصر والسؤدد أدام الله على بلادنا أفراحها وسدد الله خطى قادة هذه البلاد الشريفة المباركة وأمدهم بعونه وتوفيقه انه سميع مجيب وانه على ذلك لقدير والحمد لله رب العالمين. * الرئيس التنفيذي لمجموعة منصور العمار للتجارة