قال السفير الفرنسي لدى المملكة السيد برتران بزانسنو إنه من المزمع عقد لقاء مع وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف في الرياض الأسبوع المقبل لمناقشة الضريبة المفروضة على الاستثمارات العقارية السعودية في فرنسا والبالغة 3 في المائة، مؤكدا بأن الضريبة ونسبتها سيتم مناقشتها مع وزير المالية السعودي للوصول إلى حل مرضٍ لجميع الأطراف مع الأخذ في الاعتبار بأن هناك مناقشات قائمة بين وزارة المالية الفرنسية والسعودية في هذا الشأن. وأكد في لقاء مع "الرياض" على أن هناك مباحثات بين الحكومتين السعودية والفرنسية حول الكارثة التي حلت بمدينة جدة, كاشفا عن تقديم اقتراحات في هذا الشأن مع توفير كافة الإمكانيات في المساعدة, جاء ذلك على هامش ملتقى مجلس الأعمال السعودي الفرنسي ورجال أعمال من الجانبين بشاطئ الغروب بالخبر أول أمس بتنظيم من مجلس الغرف السعودية ممثلا بمجلس الأعمال السعودي الفرنسي, بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فيصل بن بندر وعلي بن برمان اليامي نائب الرئيس لمجلس الأعمال السعودي الفرنسي. السيد بزانسنو يلقي كلمته وأوضح السيد برتران خلال اللقاء بأن العلاقات الاقتصادية الفرنسية في أفضل حالاتها حيث نمت وازدهرت اقتصادياً, مبيناً بأن صادرات المملكة الى فرنسا بلغت حوالي 4 مليارات يورو فيما صادرات فرنسا للمملكة بلغت حوالي 2,3 مليار يورو لهذا العام, مشيراً الى انه وفي عام 2010م هناك اتفاقية سيتم العمل بها وهي اتفاقية مشروع تكرير الجبيل بين شركة ارامكو وشركة توتال الفرنسية, حيث تملك توتال 37% من المشروع الذي قيمته 10 مليارات دولار، دفعت الشركة الفرنسية 4 مليارات دولار في أعمال المشروع العملاق والمهم للبلدين, موضحاً كذلك بان هناك مشاريع أخرى بين الشركات الفرنسية ونظرائها السعوديين في مجال البتروكيميا ومع شركات الطيران خاصة ايرباص, إضافة لمشروع القطار السريع بين مكة والمدينة التي تعمل به شركتان فرنسيتان هما ألستون وإسنسيف الى جانب مجموعة الراجحي, نافياً وجود معوقات في مجال الاستثمار بين شركات البلدين حتى الان. وشدد على أن فرنسا حريصة على المشاركة في المشاريع الإستراتيجية الضخمة التي شرعت المملكة في تنفيذها، مثمناً الجهود التي يبذلها رجال أعمال البلدين لرفع مستوى هذا التبادل. كما أكد على أن العلاقة السياسية بين البلدين متميزة جدا ونسعى لدعم التعاون في المجال الاقتصادي ليضاهي العلاقات المتميزة بين البلدين وأن المملكة شريك إستراتيجي أساسي لبلاده في المنطقة، وفرنسا تنظر للمملكة كشريك رئيس في العالم لما لها من مكانة اقتصادية التي تحتلها في سوق الطاقة والعالم الإسلامي. وأبان السفير الفرنسي في الشأن الثقافي والاجتماعي بأن زيارة الرئيس الفرنسي ساركوزي الى المملكة ثلاث مرات أوجدت مرحلة انتقالية بين الثقافة السعودية والفرنسية, مبينا أن العلاقة بين المملكة وفرنسا تاريخية منذ عهد بعيد, مروراً بالرئيس شارل ديغول والملك فيصل الذي زار فرنسا وكانت هي البداية الحقيقية في العلاقة بين البلدين, مؤكداً بان البلدين يحملون نفس ثقافة حوض البحر المتوسط من ناحية الحس الجمالي والثقافي والموسيقى, وكان للزيارات المتبادلة والسياحية للبلدين اثر في تحسن العلاقة بين مواطني البلدين. وعن قراءة الإعلام الفرنسي للواقع الثقافي والاجتماعي السعودي أكد بأن الثقافة السعودية هي ثقافة متأصلة وأصيلة في نفس الوقت منذ قيام الدولة السعودية, مشيراً إلى أنهم في فرنسا لديهم اهتمام للتعرف إعلاميا على هذه الثقافة الأصيلة وعبر وسائل إعلامنا الفرنسي بجميع وسائله. هذا وقد بدأ اللقاء الذي ضم مستشاري الحكومة الفرنسية التجاريين وعددا من رجال الأعمال السعوديين والفرنسيين، بتنظيم من مجلس الغرف السعودية ممثلا بمجلس الأعمال السعودي الفرنسي بكلمة سفير فرنسا لدى المملكة السيد برتران بزانسنو, الذي هنأ حكومة خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي بسلامة ووصول ولي العهد صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز, وأكد في كلمته على أن فرنسا تعد من أهم الدول الحريصة لاستغلال فرص الاستثمار بالمملكة, مبيناً رغبة الحكومة الفرنسية في مزيد من التعاون والتبادل التجاري بين البلدين والذي تمثل في تكثيف الزيارات. وأشار في كلمته إلى تطور ونمو التعاون بين البلدين في مجال التعليم والتدريب, حيث زادت الإعداد من المئات إلى درجة الألوف, وسيتم في شهر يوليو 2010 القادم الاحتفال بتخريج دفعة من الخريجين بجامعات فرنسا. من جانبه أكد نائب رئيس مجلس الأعمال السعودي الفرنسي علي برمان اليامي أن هذا الحفل ما هو إلا ثمرة لزيارات الرئيس الفرنسي السيد ساركوزي للمملكة ولقائه بخادم الحرمين الشريفين, مشيرا إلى أن فرنسا تسعى إلى توسيع مجالات التعاون الاقتصادي وتطوير الشركات القائمة وفتح فرص أكثر للشركات الفرنسية, مؤكداً على أن المملكة حاليا وبالأخص المنطقة الشرقية تعتبر من أهم المناطق الصناعية في المنطقة. وأعلن اليامي عن دعوة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز استضافته للقاء أعضاء المجلس السعودي الفرنسي لمقابلة نظرائهم الفرنسيين القادم بمدينة تبوك من أجل مزيد من التباحث والتشاور بين البلدين في شهر يناير من عام 2010م. وأشاد اليامي بمدى التعاون مع البنك السعودي الفرنسي ودعمه ببحوث وتقارير اقتصادية للمجلس التي ستساعد في الرؤية الاقتصادية عامة على مستوى العالم وبين فرنسا والمملكة خصوصاً بشكل دوري. كما رحب اليامي بالشركات الفرنسية العاملة بالمملكة بالانضمام لمجلس الأعمال بدون رسوم بشرط أن يكون الممثل في الاجتماع سعودي الجنسية, كما دعاهم للانضمام إلى وفد السعودية إلى فرنسا قريبا لشرح قوة ومتانة الاقتصاد السعودي, كما تخلل اللقاء نقاش مواضيع عدة بين الحضور ومستشاري الحكومة الفرنسية.