استبشر أصحاب القرار في الأندية وخصوصاً تلك المصنفة ضمن المحترفين بالحديث المبهج لرئيس هيئة دوري المحترفين الأمير نواف بن فيصل، عندما أعلن بأن الهيئة تكافح من أجل توفير مبلغ 15 مليون ريال كحد أدنى ليكون ضمن المداخيل الثابتة للأندية التي تشارك في دوري "زين" للمحترفين. هذا الحديث حمل مؤشرات إيجابية عدة، أهمها أن الأندية التي ستتواجد في دوري "زين" ستجد مبلغاً محترماً لتسيير أمورها والصرف على فرقها والتحرك بأريحية بعيداً عن الشح، والتقنين في الصرف لدرجة التقتير، غير أن ما نسمع الآن من أحاديث عن وجود أزمات مالية حقيقية تضرب أطنابها في خزائن الأندية نظير عدم صرف مستحقاتها من حقوق النقل التلفزيوني وإعانات الاحتراف أمر غير لائق ولا يتناسب مع قوة الدوري السعودية والزخم الإعلامي الذي يتمتع به. المؤكد، أن حقوق الأندية ستصرف لكن توقيت الصرف لن يكون مناسباً، الأندية تشتكي من الشح، وهذه حقيقة تتجلى بأحاديث رئيس القادسية عبدالله الهزاع الذي يقول بأن إدارته تعاني من مأزق مالي، وأنه لن يكون وإدارته قادرين على تصحيح أوضاع الفريق القدساوي وجلب لاعبين ينتشلون الفريق. ما ذهب إليه الهزاع رمى له رئيس نجران مصلح آل مسلم وهو يتحدث بحرقة عن أن سفير الجنوب يقع تحت خط الفقر، وأنهم عجزوا عن إيجاد حلول لهذه المعضلة، والمؤكد أن هذه الأحاديث تنطبق على فرق الاتفاق والوحدة والرائد والحزم والفتح التي لا تملك رعاة وتقتات على "فزعة" رئيس وموقف مميز لعضو شرف. إن الوضع الذي تمر به نصف فرق دوري "زين" للمحترفين، يتطلب موقفاً تاريخياً من قبل صناع القرار في الرياضة السعودية، فإيجاد دوري قوي تتكافأ فيه الفرص يتطلب تساوياً أو تقارباً في مداخيل الفرق المشاركة، غير أن التباين الكبير والشاسع بين الفرق من الناحية المالية وسّع من الفروقات الفنية داخل المستطيل الأخضر، ما يعني بأننا مقبلون على منحنى صعب، وواقع سيكون مأزوماً إذا ما استمرت أحوال هذه الفرق بشكلها هذا. أتفق كثيراً مع من يتحدث عن إعانات الاحتراف لا تفي ولو بنزر يسير من متطلبات الفرق ومستحقات لاعبيها بشكل منتظم، بيد أن قليلا دائما خير من كثير منقطع، ولهذا فإن تدخل الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اتحاد كرة القدم الأمير سلطان ونائبه رئيس هيئة دوري المحترفين الأمير نواف بن فيصل بات ضرورياً لإنقاذ هذه الأندية والإسراع بالبحث عن حلول فعلية لا وقتية لأزمة تهدد الدوري السعودي بنسف قوته وعنفوانه وإثارته من النواحي كافة، بعد أن اعتلت أصوات رؤساء الأندية كل شيء في الوسائل الإعلامية مستنجدين باتحاد كرة القدم وهيئة دوري المحترفين.