أجزم تماماً أن الرائد بات يعيش الآن واقعاً داخلياً مريراً كشف عنه رئيسه فهد المطوع من خلال حديثه المثير عقب تعادل فريقه مع نجران، فالرئيس الرائدي خرج بشكل غير مألوف ولسان حاله يقول:" بلغ السيل الزبى". وفي ذلك نجد العذر لرئيس الرائد الذي وجه انتقاداته تجاه أطراف عدة وقفت كثيراً في طريق الرائد. لجنة المسابقات نالت النصيب الأكبر من اتهامات الرائديين وإدارتهم بعد أن ساهمت برمجتها في تدهور نتائج الفريق "الأحمر" وهذه حقيقة لا مناص منها، لاسيما بعد أن أقرت تأجيل بعض مباريات الفريق دون مبررات مقنعة، ناهيك عن "خنق" الفريق بثلاثة لقاءات من الوزن الثقيل، أولها اليوم (الجمعة) أمام الوحدة في مكة، وبعد غد (الأحد) أمام التعاون في كأس الأمير فيصل، قبل منازلة النصر يوم (الأربعاء) في بريدة، ولم تكن لجنة الحكام بمنأى عن هذا الهجوم، فالرائديون يؤكدون بأن فريقهم تعرض لظلم في مباراتيهم أمام الحزم ونجران، وأن الحكام حرموهم بعض النقاط التي كانت كفيلة بتغيير موقع الفريق في جدول ترتيب الفرق،وأن أسلوب المخاطبات الرسمية والتعامل بشكل مثالي لم يجدِ مع لجنة الحكام ورئيسها. لكن حديث رئيس الرائد عن دور أعضاء شرف ناديه كان هو الأهم، كون الرئيس الرائدي ضرب على الوتر الحساس، وحرك المياه الراكدة حين طالب الشرفيين بالكف عن التنظير ومحاولة فرض الإملاءات، خصوصاً تلك الوصايا التي تمس الفريق الأول وانتدابات اللاعبين، وأن عليهم الحضور للنادي والوقوف معه مادياً ومعنوياً بدلاً من التنظير في المجالس وإثارة الجماهير عبر المنتديات. شخصياً اتفق مع رئيس الرائد في ما ذهب إليه، فأعضاء شرف الرائد لم يقدموا أي شيء يذكر لناديهم، باستثناء قلة لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، وهذه القلة تدعم بصمت وبعيداً عن المطالبات ومحاولات تسيير العمل الإداري بالشكل الذي يريدونه، على عكس الغالبية من الشرفيين الذين تفرغوا للانتقاد وإسداء التوجيهات وكأن الرائد بات أحد أملاكهم، حتى أنهم لم يسددوا رسوم العضوية الشرفية، فضلاً عن بعض من ينسبون أنفسهم للنادي وهم من يحاول تجييش أعضاء المنتديات لإحداث القلاقل داخل أروقة النادي، الأمر الذي يعكس الواقع المخجل لشرفيي الرائد. إن المتتبع للعمل الذي تقوم به إدارة الرائد يجد أن ما ُصرف من جهد وأموال لا تتناسب والوضع الذي تنبأ به المتابعون الذين توقعوا ل"زعيم القصيم" شأناً كبيراً في منافسات هذا الموسم، لكن الرائد لم يظهر بالشكل الذي يطمح له أنصاره وحتى المحايدون، في وقت يتمتع فيه الفريق بأكبر ميزانية في تاريخه تكفل بها وحده دون غيره رئيسه فهد المطوع، ما يعني أن هذه الميزانية وحدها لم تكن كافية لتقديم (رائد التحدي) بالشكل الذي يرضي نهم محبيه. إدارة الرائد أحضرت عدداً كبيراً من اللاعبين، وحاولت صناعة فريق يقارع الكبار بمزيج من عناصر الخبرة والشباب، لكن بعض هذه الاختيارات جانبها الصواب، وهذا أمر طبيعي، فالمؤكد أن نجاح أكثر20 لاعباً يحضرون في موسم واحد سيكون أشبه بالمستحيل، غير أن الرائد بعناصره المتواجدة الآن قادر على صنع نتائج إيجابية والبقاء في دوري "زين" لموسم ثالث على التوالي، شريطة انتداب مهاجمين مؤثرين يحدثون الفارق، فعلّة الفريق "الأحمر" بدت واضحة، وما يبعث على الاطمئنان أن رئيس الرائد فهد المطوع لم يكابر ويصر على صحة بعض اختياراته، ولذا فإن فرصة الرائد بالعودة ستكون كبيرة بتجاوز أخطاء فترة الانتقالات الصيفية، فيما يتوجب على الرائديين الصبر على أسماء ستكون ذا شأن كبير إذا ما وجدت التعامل المميز وتهيأت لها الظروف في إبراز قدراتها، مثل المهاجم موسى الشمري وصانع الألعاب عبد المجيد الرويلي والحارس أحمد الكسار ولاعب الوسط مشعل العنزي وغيرهم. والمهم أن يقف أنصار النادي الجماهيري مع فريقهم وإدارة ناديهم التي جاءت بفكر مختلف تسعى من خلاله لإرساء دعائم الاحترافية في النادي، لاسيما وأن رئيس الرائد بات يتحمل وحده العبء المالي والإداري وحتى الشرفي، وهذه حقيقة يجب أن يتعايش معها الرائديون ويدركون أن أعضاء شرف ناديهم لا يستطيعون الوفاء ولو بالقليل من متطلبات النادي.