لم يكن الظهور اللافت والتفوق الفني الذي ظهر عليه الهلال منذ مطلع الدوري نتاجا لعمل فني بحت بالدرجة الأولى فقط، إذ تميز الهلال في هذا الموسم بعمل إداري يتسم بالاحترافية التي توافقت مع عادات المجتمع السعودي. الطريقة الإدارية المقننة والنهج الانضباطي باتت تعلو كل شيء في الهلال، إذ تفوق النجم الأسطوري سامي الجابر على نفسه وبرع في إظهار إمكانيات إدارية قل ما نجدها في اللاعبين السعوديين المعتزلين، فالجابر نجح في فرض الانضباطية على لاعبي الهلال والوقوف إلى جانب المدرب البلجيكي الشهير اريك غيرتس في محاولات الأخير لوضع نظام ثابت ومعين للاعبي الفريق (الأزرق). هذه الانضباطية تنكشف لدى المتابع لأخبار الهلال اليومية، ف(الزعيم) يتدرب بشكل يومي مكتفياً بالفترة الصباحية، وهذا نهج جديد على الفرق السعودية، من خلال تواجد لاعبي الهلال في الصباح الباكر في مقر النادي، وإجراء التمارين والاجتماع بالطاقم الفني قبل أو بعد التمارين، فضلاً عن وجود وقت كاف للاستفادة من مرافق النادي كصالات الحديد والمسابح وقاعات الاجتماعات والعرض وغيرها، قبل تناول الغداء ومن ثم مغادرة مقر النادي، وبالتالي استفادة اللاعب من بقية يومه بالشكل الذي يرغبه هو وعائلته، ووجود متسع من الوقت لقضاء حاجات اللاعب الشخصية والعائلية، الأمر الذي ينعكس على حضور اللاعبين البدني والذهني في المباريات. هذا النمط التدريبي والذي توافق مع إستراتيجية إدارية تساعد على إرساء هذا النمط من شأنه الإسراع في تثبيت دعائم قوية للاحتراف في نادي القرن الآسيوي، وعندما نشيد بمدير الكرة الهلالي سامي الجابر، حري بنا الإشارة إلى تميز الثنائي هشام اللحيدان وفيصل الفرشان، فالأول عمل في المنتخبات السنية السعودية واكتسب خبرة كافية؛ فيما الفرشان قدم عملاً جيداً في الفرق السنية في الهلال، أهّله لمهمة أكبر تمثلت في التواجد ضمن جهاز الكرة في الفريق الهلالي.